استغاثة
أوّلًا- التعريف:
الاستغاثة- لغة-: طلب الغوث الذي هو العون والنصرة [1] بالنداء والصياح في مورد البليّة والشدّة [2].
وليس للفقهاء فيها اصطلاح خاص.
ثانياً- الألفاظ ذات الصلة:
1- الاستعانة:
وهي طلب العون [3]، وهي أعمّ من الاستغاثة؛ لكونها في الشدائد وغيرها، وتكون بالنداء والصياح وغيره.
2- الاستجارة:
وهي طلب الإجارة- من جور- أي إعطاء الخفرة والأمان [4]، وهي غير الاستغاثة وإن صدقا واجتمعا في بعض الحالات.
ثالثاً- الحكم الإجمالي ومواطن البحث:
الاستغاثة تارة تكون باللَّه تعالى، واخرى بغيره، ولكلّ من هذين القسمين أحكام تتّضح فيما يلي:
1- الاستغاثة باللَّه تعالى:
هناك روايات كثيرة ورد الترغيب فيها بالاستغاثة باللَّه تعالى واللوذ به في الشدائد، نحو ما ورد في الحديث القدسي:
«يا عيسى، استغث بي في حالات الشدّة؛ فإنّي اغيث المكروبين، واجيب المضطرّين، وأنا أرحم الراحمين» [5].
2- الاستغاثة بغير اللَّه تعالى:
الأصل جواز الاستغاثة بغير اللَّه تعالى في قضاء الحوائج ورفع الشدائد ما لم تستلزم محرّماً، كاعتقاد استقلال المغيث في التأثير دونه تعالى [6].
والاستغاثة بغير اللَّه تعالى لا تنافي التوكّل عليه تعالى [7]، كالاستغاثة بالنبي وآله صلوات اللَّه عليهم أجمعين التي هي جائزة بلا إشكال، فقد كان المسلمون
[1] المفردات: 617. المصباح المنير: 455. [2] لسان العرب 10: 139. تاج العروس 1: 636. [3] انظر: الصحاح 6: 2169. [4] لسان العرب 2: 415. تاج العروس 3: 113. [5] الكافي 8: 141، ح 103. [6] انظر: الغدير 3: 403. [7] التحفة السنيّة 2: 151.