responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 12  صفحة : 357
«الظاهر إباحة إنتاج الكائن الحيّ بهذه الطريقة أو نحوها ممّا يرجع لاستخدام نواميس الكون التي أودعها اللَّه تعالى فيه، والتي يكون في استكشافها المزيد من معرفة آياته تعالى وعظيم قدرته ودقّة صنعه، استزادة في تثبيت الحجّة وتنبيهاً على صدق الدعوة كما قال تعالى:
«سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى‌ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى‌ كُلِّ شَيْ‌ءٍ شَهِيدٌ» [1]، ولا يحرم من ذلك إلّاما كان بالطريق الذي حرّمه اللَّه تعالى وهو الزنا.
ويلحق به على الأحوط وجوباً تلقيح بويضة المرأة بحيمن الرجل الأجنبي تلقيحاً صناعيّاً خارج الرحم بحيث ينتسب الكائن الحي لأبوين أجنبيّين ليس بينهما سبب محلّل للنكاح، أمّا ما عدا ذلك من الطرق فلا يحرم في نفسه إلّا أن يقارن أمراً محرّماً كالنظر لما يحرم‌ النظر إليه، وقد اشير في السؤال إلى امور قد تساق محاذير يتوهّم منها التحريم:
1- إنتاج الكائن الحي خارج نطاق الاسرة:
ولم يتّضح الوجه في التحريم، حيث لا دليل في الشريعة على حصر مسارّ الإنسان في إنتاجه وسلوكه في ضمن الطرق الطبيعيّة المألوفة، بل رقيّ الإنسان إنّما هو باستحداث الطرق الاخرى واستخدام نواميس الكون المودعة فيه التي يطلعه اللَّه تعالى عليها بالبحث والاجتهاد والاستزادة في طرق المعرفة، كما لا دليل على حصر إنتاج الإنسان في ضمن نطاق الاسرة، ولا سيّما بعد خلق الإنسان الأوّل بدواً من طين، ثمّ خلق نبيّ اللَّه عيسى عليه السلام من غير أب، وخلق ناقة صالح وفصيلها على نحو ذلك فيما روي.
2- إنّ هذه العمليّة ستسبّب مشاكل أخلاقية كبيرة؛ إذ من الممكن أن يستخدمها المجرمون للهروب من العدالة.
وهذا كسابقه لا يقتضي التحريم، فإنّ الإجرام وإن كان محرّماً إلّاأنّ فعل ما قد يستغلّه المجرم ليس محرّماً، وما أكثر ما يقوم العالم اليوم وفي غير اليوم بإنتاج وسائل يستخدمها المجرمون وتنفعهم أكثر ممّا تنفعهم هذه العمليّة، ولم يخطر ببال أحد تحريمها وربّما كان انتفاع المجرمين بمثل عملية التجميل أكثر من انتفاعهم بهذه العمليّة فهل يحرم عملية التجميل لذلك؟! 3- إنّ نجاح هذه العمليّة قد يسبقه عمليات فاشلة تفسد البويضة قبل أن تنتج الكائن الحيّ المطلوب.
فإن كان المراد بذلك أنّ انتاج الكائن الحي لمّا كان معرّضاً للفشل كان محرّماً؛ لأنّه يستتبع قتل البويضة المهيّأة لها وهو محرّم كإسقاط الجنين، فالجواب: أنّ المحرّم عمليّة قتل الكائن الحي المحترم الدم، أو إفساد البويضة المهيّأة له قبل أن تحلّها الحياة، وذلك بمثل تعمّد الإسقاط، وليس المحرّم على المكلّف عمليّة إنتاج كائن يموت قبل أن يستكمل شروط الحياة من دون أن يكون له يد في موته، فيجوز للإنسان أن يتّصل بزوجته جنسيّاً إذا
[1] فصّلت: 53.
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 12  صفحة : 357
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست