الثالث- الاستقبال بمعنى التلقّي:
استعمل الفقهاء الاستقبال بمعنى التلقّي أو التقدّم نحو الشيء في الموارد التالية:
1- استقبال الضيف والقادم:
صرّح جملة من الفقهاء باستحباب استقبال الضيف وإكرامه، وكذا استقبال القادم وتلقّيه ولو أدّى ذلك إلى السفر والإفطار في شهر رمضان أو الخروج من الاعتكاف [1]، وقد روي أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم تلقّى جعفر بن أبي طالب عليه السلام عند قدومه من الحبشة، واستقبله اثنتا عشرة خطوة [2].
وربّما يستفاد ذلك من رواية حماد بن عثمان قال: قلت لأبي عبد اللَّه عليه السلام: رجل من أصحابي قد جاءني خبره من الأعوص [3]، وذلك في شهر رمضان أتلقّاه؟ قال: «نعم»، قلت: أتلقّاه وأفطر؟
قال: «نعم»، قلت: أتلقّاه وأفطر أم اقيم وأصوم؟ قال: «تلقّاه وأفطر» [4].
2- استقبال الركبان وتلقّيهم:
المشهور [5] كراهة تلقّي الركبان، أي استقبال أصحاب المتاجر والأمتعة على اختلاف أجناسها خارج البلد للبيع أو الشراء منهم [6]، وإن اختار البعض الحرمة [7]، والتفصيل موكول إلى محلّه.
(انظر: تلقّي الركبان)
ومن هذا القبيل أيضاً تلقّي الزوّار واستقبالهم لغرض إسكانهم [8].
3- استقبال الأرض عند الهوي للسجود:
يستحبّ استقبال الأرض وتلقّيها باليدين حال الهوي للسجود [9]، كما صرّحت بذلك بعض الأخبار [10].
(انظر: سجود) [1] انظر: الكافي في الفقه: 224. السرائر 1: 658. الجامع للشرائع: 124. الدروس 2: 18. مشارق الشموس: 377. [2] الوسائل 12: 226، ب 128 من أحكام العشرة، ح 1. [3] موضعٌ قرب المدينة المنوّرة. [4] الوسائل 8: 482، ب 10 من صلاة المسافر، ح 2، وانظر: 483، ح 5. [5] جواهر الكلام 22: 471. [6] النهاية: 375. الوسيلة: 260. الروضة 3: 297. وانظر: القواعد 2: 10. مستند الشيعة 14: 38. [7] انظر: مستند الشيعة 14: 39. [8] مصباح الفقاهة 5: 485. [9] انظر: المقنعة: 78. إشارة السبق: 92. القواعد 1: 277. كشف اللثام 4: 100. جواهر الكلام 10: 172. [10] كشف اللثام 4: 100. جواهر الكلام 10: 172. وانظر: الاستبصار 1: 325.