responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 11  صفحة : 397
والمراد أنّه يعتبر في فعليّة وجوب الحجّ- مضافاً إلى البلوغ والعقل والحرّية- أن يكون للمكلّف ما يتمكّن به من الزاد والراحلة للسفر إلى الأماكن المقدّسة [1]).
وقد يضاف إلى الزاد والراحلة غيرهما كما في قول الشيخ الطوسي: «الاستطاعة:
هي الزاد والراحلة، والرجوع إلى كفاية، وتخلية السرب من جميع الموانع» [2]).
وكذا قول العلّامة الحلّي: «وهي الزاد والراحلة، وإمكان المسير» [3]).
واستعمل عدّة منهم الاستطاعة هنا في الامور المتقدّمة وغيرها، حيث قالوا: إنّ من جملة شروط وجوب الحجّ الاستطاعة من حيث المال، وصحّة البدن وقوّته، وتخلية السرب وسلامته، وسعة الوقت وكفايته [4]).
وكيف كان، فإذا اطلقت الاستطاعة التي هي شرط لفعليّة وجوب الحجّ فليس المراد بها مجرّد القدرة تكويناً على الوصول إلى الأماكن المقدّسة وأداء مناسك الحجّ، بل المراد بها ما هو أخصّ منها المفسّر بامور معيّنة.
وعليه، فالمكلّف يكون في سعة من أمره بحيث لو فقد بعض تلك الامور لم يكن مستطيعاً بهذا المعنى، ولم يجب الحج عليه. وسيتّضح ذلك خلال البحث عن اشتراط الاستطاعة في الحجّ.
ثانياً- الألفاظ ذات الصلة:
1- القدرة:
وهي الاستطاعة في اللغة والقدرة على الشي‌ء، ولكن يفرّق بينهما بأنّ الاستطاعة هي انطباع الجوارح للفعل، والقدرة: هي ما أوجب كون القادر عليه قادراً، ولذلك لا يوصف اللَّه تعالى بأنّه مستطيع، ويوصف بأنّه قادر [5]).
وقيل في وجه الفرق بينهما: إنّ الاستطاعة أخصّ من القدرة، فكلّ مستطيع قادر وليس كلّ قادر بمستطيع؛ لأنّ الاستطاعة اسم لمعان يتمكّن بها الفاعل ممّا يريده من إحداث الفعل، وهي أربعة: إرادته الفعل، وقدرته عليه بحيث لا يكون له مانع منه، وعلمه بالفعل، وتهيّؤ ما يتوقّف عليه الفعل. يقال: فلان قادر على كذا لا يريده، أو يمنعه منه مانع، أو لا علم له به أن يعوزه كذا، فظهر أنّ القدرة أعمّ من الاستطاعة والاستطاعة أخصّ [6]).
وقيل: إنّ الاستطاعة لغةً وشرعاً ليست هي مجرّد القدرة، بل هي القدرة مع السهولة وعدم المشقّة [7]).
2- الإطاقة:
وهي لغة الاستطاعة، إلّا أنّ بعض اللغويّين‌ ذكر أنّ الاستطاعة خاصّة بالإنسان، والإطاقة عامّة له وللحيوان؛ ولذا يقال: الجمل مطيق لحمله، ولا يقال:
مستطيع [8]).
وقال في الفروق اللغوية في الفرق بين الطاقة والقدرة: «إنّ الطاقة غاية مقدرة القادر واستفراغ وسعه في المقدور، يقال:
هذا طاقتي، أي قدر إمكاني، ولا يقال‌
[1] انظر: جواهر الكلام 17: 248.
[2] النهاية: 203.
[3] التحرير 1: 547.
[4] انظر: العروة الوثقى 4: 362. تحرير الوسيلة 1: 341.
[5] انظر: معجم الفروق اللغوية: 47.
[6] انظر: المفردات: 530.
[7] الناصريات: 304. الرياض 6: 58.
[8] لسان العرب 8: 220. وانظر: الصحاح 3: 1255.
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 11  صفحة : 397
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست