responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 11  صفحة : 317
لحديث القوم لطلب خبرهم في الخير [1]، فيكون أعمّ من استراق السمع من جهة أنّ الاستماع يكون سرّاً وجهراً، وأمّا استراق السمع فلا يكون إلّا سرّاً، ولكنّه أخصّ من استراق السمع من جهة أنّ التحسّس لا يستعمل إلّا في الخير بينما استراق السمع يستعمل‌ في الخير والشرّ معاً.
وقيل: إنّ التحسّس هو طلب الخبر لنفسه فقط [2]، فيكون أخصّ من استراق السمع؛ إذ استراق السمع يكون لنفسه ولغيره.
ثالثاً- الحكم التكليفي:
يحرم استراق السمع والاستماع خفيةً إلى حديث الناس بقصد معرفة أسرارهم وخفاياهم التي لا يرضى الشارع بكشفها للآخرين؛ لشمول أدلّة النهي عن التجسّس والتفحّص عن عورات الناس، قال اللَّه تعالى: «وَ لا تَجَسَّسُوا وَ لا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً» [3]).
وروي عن إسحاق بن عمّار أنّه قال:
سمعت أبا عبد اللَّه عليه السلام يقول: «قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: يا معشر من أسلم بلسانه ولم يخلص الإيمان إلى قلبه لا تذمّوا المسلمين ولا تتّبعوا عوراتهم؛ فإنّه من تتبّع عوراتهم تتبّع اللَّه عورته، ومن تتبّع اللَّه تعالى عورته يفضحه ولو في بيته» [4]). وقد وردت بهذا المضمون روايات [5] كثيرة.
والتجسّس والتتبّع يشمل ما إذا كان باستراق السمع أيضاً.
وورد في حديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
«... ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون يصبّ في اذنيه الآنك يوم القيامة» [6]).
نعم، لو لم يترتّب على استراق السمع فساد ولم يكن المسموع من الأسرار والعورات التي لا يرضى الشارع بكشفها فلا يحرم؛ لعدم الدليل على الحرمة في هذه الصورة [7]).

[1] القاموس المحيط 2: 301.
[2] انظر: لسان العرب 2: 283.
[3] الحجرات: 12.
[4] الكافي 2: 354، ح 2.
[5] انظر: الكافي 2: 354- 355.
[6] البحار 76: 340، ح 8.
[7] صراط النجاة 3: 307، تعليقة الخوئي.
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 11  صفحة : 317
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست