دويّ كدويّ النحل، يقول اللَّه عزّ وجلّ ثناؤه: أنا ربّكم وأنتم عبادي أدّيتم حقّي، وحقّ عليّ أن أستجيب لكم، فيحطّ تلك الليلة عمّن أراد أن يحط عنه ذنوبه، ويغفر لمن أراد أن يغفر له» [1]).
4- بعض ليالي رجب:
إنّ رجباً شهرٌ عظيم البركة، والأخبار بفضله كثيرة [2]، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «إنّ رجباً شهر اللَّه الأصمّ، وهو شهر عظيم، وإنّما سمّي الأصم لأنّه لا يقاربه شيء من الشهور حرمة وفضلًا عند اللَّه ...» [3]).
وأمّا إحياؤه فقد روي عن الإمام علي عليه السلام أنّه قال: «... ومن أحيا ليلةً من ليالي رجب أعتقه اللَّه من النار، وقبل شفاعته في سبعين ألف رجل من المذنبين ...» [4]، وهذا عامّ لجميع لياليه.
إلّا أنّه نصّ على إحياء ليلتين من لياليه بالخصوص:
الاولى: أوّل ليلة من رجب، قال ابن طاوس: «إنّ هذه الليلة موسم جليل المقام جزيل الإنعام، أراد اللَّه جلّ جلاله من عباده أن يطيعوه في مراده بإحيائها بعباداته وطلب إسعاده وإنجاده وإرفاده وهباته» [5]).
وعدّها ابن فهد الحلّي من ليالي الإحياء الأربع [6]).
وما روي عن الإمام عليّ عليه السلام أنّه: «كان يعجبه أن يفرغ نفسه أربع ليالٍ من السنة:
أوّل ليلة من رجب، وليلة النحر، وليلة الفطر، وليلة النصف من شعبان» [7]).
الثانية: ليلة النصف من رجب، فإنّ فضلها عظيم ومحلّها شريف، فينبغي إحياؤها بالعبادة، كما صرّح به في الإقبال وغيره [8]).
وفي رواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال:
«من صام أيّام البيض من رجب أو قام
[1] الوسائل 14: 19، 20، ب 10 من الوقوف بالمشعر، ح 1. انظر: التذكرة 8: 199. جواهر الكلام 19: 81. [2] مصباح المتهجّد: 797. [3] الوسائل 10: 475، ب 26 من الصوم المندوب، ح 9. [4] الوسائل 10: 478، ب 26 من الصوم المندوب، ح 10. [5] إقبال الأعمال 3: 172- 189. [6] عدة الداعي: 45. نبذة الباغي (الرسائل العشر): 433. [7] الوسائل 7: 478، ب 35 من صلاة العيد، ح 3. [8] إقبال الأعمال 3: 234- 235.