responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ ابن خلدون المؤلف : ابن خلدون    الجزء : 4  صفحة : 149
وتفاوضوا في النكير على على ومعاوية ولما قتل الحسين تغيب على ملحمته وسأل عنه ابن زياد فلم يره ثم لقيه فأساء عذله وعرض له بالكون مع عدوه فأنكر وخرج مغضبا وراجع ابن زياد رأيه فيه فطلبه فلم يجده فبعث عنه فامتنع وقال أبلغوه انى لا آتيه طائعا أبدا وأتى منزل أحمد بن زياد الطائي فاجتمع إليه أصحابه وخرج إلى المدائن ومضى لمصارع الحسين وأصحابه فاستغفر لهم ولما مات يزيد ووقعت الفتنة اجتمع إليه أصحابه وخرج بنواحي المدائن ولم يعترض للقتل ولا للمال انما كان يأخذ مال السلطان متى لقيه فيأخذ منه عطاءه وعطاء أصحابه ويرد الباقي ويأخذ لصاحب المال بما أخذ وحبس المختار امر أنه بالكوفة وجاء فأخرجها من الحبس وأخرج كل من فيه وأراد المختار أن يسطو به فمنعه إبراهيم بن الأشتر إلى الموصل لقتال ابن زياد ثم فارقه ولم يشهد معه وشهد مع مصعب قتال المختار وقتله ثم أغرى به مصعب فحبسه وشفع فيه رجال من وجوه مذحج فشفعهم وأطلقه وأتى إليه الناس يهنونه فصرح بأن أحدا لا يستحق بعد الأربعة ولا يحل أن يعقد لهم بيعة في أعناقنا فليس لهم علينا من الفضل ما يستحقون به ذلك وكلهم عاص مخالف قوى الدنيا ضعيف الآخرة ونحن أصحاب الأيام مع فارس ثم لا يعرف حقنا وفضلنا وانى قد أظهرت لهم العداوة وخرج للحرب فأغار فبعث إليه مصعب سيف بن هانئ المرادي يعرض عليه الطاعة على أن يعطيه قطعة من بلاد فارس فأبى فسرح إليه الأبرد بن فروة الرياحي في عسكر فهزمه عبيد الله فبعث إليه حريث بن زيد فهزمه فقتله فبعث إليه الحجاج بن حارثة الخثعمي ومسلم بن عمر فقاتلهما بنهر صرصر وهزمهما فأرسل إليه مصعب بالأمان والولاية فلم يقبل وأتى إلى فرس فهرب دهقانها بالمال وتبعه ابن الحر إلى عين النمر وعليه بسطام بن معقلة بن هبيرة الشيباني فقاتل عبيد الله وأوفاهم الحجاج بن حارثة فهزمهما عبيد الله وأسرهما وأخذ المال الذي مع الدهقان وأقام بتكريت ليجبي الخراج فسرح مصعب لقتاله الأبرد بن فروة الرياحي والجون بن كعب الهمداني في ألف وأمدهم المهلب بيزيد بن المعقل في خمسمائة وقاتلهم عبيد الله يومين في ثلثمائة ثم تحاجزوا وقال لأصحابه انى سائر بكم إلى عبد الملك فتجهزوا ثم قال انى خائف أن أموت ولم أذعر مصعبا وقصد الكوفة وجاءته العساكر من كل جهة ولم يزل يهزمهم ويقتل منهم بنواحي الكوفة والمدائن وأقام يغير بالسواد ويجبى الخراج ثم لحق بعبد الملك فأكرمه وأجلسه معه على سريره وأعطاه مائة ألف درهم وقسم في أصحابه الأعطيات وسأل من عبد الملك أن يوجه معه عسكر القتال مصعب فقال سر بأصحابك وادع من قدرت عليه وأنا ممدك بالرجال فسار نحو الكوفة ونزل بناحية الأنبار وأذن
اسم الکتاب : تاريخ ابن خلدون المؤلف : ابن خلدون    الجزء : 4  صفحة : 149
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست