قال: يا أمير المؤمنين؛ إن القوم حصروا عثمان يطلبونه بما يطلبونه بما يطلبونه ظالمين أو مظلومين، فسألتك أن تعتزل الناس و تلحق بمكة حتى تؤوب العرب و تعود إليها أحلامها و تأتيك وفودها، فو اللّه لو كنت في جحر ضبّ لضربت إليك العرب آباط الإبل حتى تستخرجك منه. ثم خالفك طلحة و الزبير فسألتك أن لا تتبعهما و تدعهما، فإن اجتمعت عليك الامة فذاك و إن اختلفت رضيت بما قضى اللّه، و أنا اليوم أسألك أن لا تقدم العراق و اذكّرك باللّه أن تقتل بمضيعة!
فقال أمير المؤمنين: أما قولك: إن عثمان حصر فما علي منه و قد كنت بمعزل عن حصره؟و أما قولك: ائت مكة، فو اللّه ما كنت لأكون الرجل الذي تستحلّ به مكة!و أما قولك: اعتزل العراق و دع طلحة و الزبير، فو اللّه لا أكون كالضّبع، تنتظر حتى يدخل عليها طالبها فيضع الحبل في رجلها حتى يقطع عرقوبها ثم يخرجها فيمزّقها إربا إربا!و لكنّ أباك-يا بني-يضرب بالمقبل إلى الحق المدبر عنه، و بالسامع المطيع العاصي المخالف أبدا حتى يأتي عليّ يومي، فو اللّه ما زلت مدفوعا عن حقي مستأثرا عليّ منذ قبض اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه و آله حتى يوم الناس هذا!
نقل المعتزلي عن ابن إسحاق عن عمه عبد الرحمن بن يسار مولى بني المطّلب قال: لما نزل علي عليه السّلام الربذة متوجها إلى البصرة، كتب إلى أهل الكوفة كتابا قال فيه:
[1] المصدر الأسبق. و قارن بالإمامة و السياسة 1: 49 و انظر و اعجب من الزيادات، و بالطبري 4: 455 عن سيف بنقائص!و أيضا: 458 عن العرني بائع الجمل لعائشة و دليلها للطريق، يقول إنه لحق به عليه السّلام بعد الربذة و أنّ هذا الخبر كان بذي قار!و اختصر الخبر القاضي النعمان المصري في شرح الأخبار 1: 382، الحديث 324.