responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة التاريخ الاسلامي المؤلف : اليوسفي، الشيخ محمد هادي    الجزء : 4  صفحة : 488

و لعلّ بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص و لا عهد له بالشبع!أو أبيت مبطانا و حولي بطون غرثى (جوعى) و أكباد حرّا (عطشى) أو أكون كما قال القائل:

و حسبك داء أن تبيت ببطنة # و حولك أكباد تحنّ إلى القدّ

(أي تميل إلى اللحم المجفّف البائت) أ أقنع من نفسي بأن يقال لي:

أمير المؤمنين و لا أشاركهم في مكاره الدهر أو أكون لهم أسوة في جشوبة العيش (خشونتها) فما خلقت ليشغلني أكل الطيّبات كالبهيمة المربوطة همّها علفها، أو المرسلة شغلها تقمّمها، تكترش من أعلافها و تلهو عمّا يراد بها، أو أترك سدى، أو أهمل عابثا، أو أجرّ حبل الضّلالة، أو اعتسف (أتكلّف) طريق المتاهة!

و كأنّي بقائلكم يقول: إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب فقد قعد به الضعف عن قتال الأقران و منازلة الشّجعان؛ ألا و إن الشجرة البريّة أصلب عودا، و الروائع الخضرة أرقّ جلودا، و النابتات العذية (بالمطر) أقوى وقودا و أبطأ خمودا، و أنا من رسول اللّه كالضّوء من الضّوء و الذراع من العضد؟و اللّه لو تظاهرت العرب على قتالى لما ولّيت عنها، و لو أمكنت الفرص من رقابها لسارعت إليها، و سأجهد في أن اطهّر الأرض من هذا الشخص المعكوس و الجسم المركوس (معاوية) حتى تخرج المدرة من حبّ الحصيد [1] .

فيعلم منه أنه كان بعد انتشار أخبار معاوية بالاعتراض على علي عليه السّلام و حين استعداده لمقابلته و قبل انتشار أخبار أصحاب الجمل، و قد مرّ الخبر عن المفيد:

أنه عليه السّلام كتب إلى ابن حنيف بالبصرة: أن يندب الناس لغزو الشام، فكان على علم بذلك. و كأنّه عليه السّلام أجاب ضمنا عن علة عدم استرداده لفدك أيضا.


[1] نهج البلاغة، كتاب: 45.

غ

اسم الکتاب : موسوعة التاريخ الاسلامي المؤلف : اليوسفي، الشيخ محمد هادي    الجزء : 4  صفحة : 488
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست