و نظراؤك من بني عبد مناف!فنحن نتابعك [1] اليوم على أن تضع عنا ما أصبناه من المال في أيام عثمان، و أن نقتل قتلته!و إنا إن خفناك تركناك و التحقنا بالشام (مما يشير إلى أن هذا كان بعد مخالفة معاوية و إثارته لهم) .
فقال عليه السّلام: أما ما ذكرتم من و تري إياكم؛ فالحق وتركم.
و أما وضعي عنكم ما أصبتم؛ فليس لي أن أضع حق اللّه، عنكم و لا عن غيركم.
و أما قتلي قتلة عثمان؛ فلو لزمني قتلهم اليوم لقتلتهم (أو: قاتلتهم) أمس، و لكن لكم عليّ إن خفتموني أن اؤمّنكم، و إن خفتكم أن أسيّركم!
فقام الوليد إلى أصحابه فحدّثهم، و افترقوا على إظهار العداوة و إشاعة الخلاف!
فلما ظهر ذلك من أمرهم قال عمّار بن ياسر لأصحابه: قوموا بنا إلى هؤلاء النفر من إخوانكم، فإنه قد بلغنا عنهم و رأينا منهم ما نكره من الخلاف و الطعن على إمامهم، و قد دخل أهل الجفاء بينهم و بين الزبير، و الأعسر العاق (يعني طلحة) .
فقام أبو الهيثم بن التيهان (ذو الشهادتين) و أبو أيوب خالد بن يزيد و سهل بن حنيف و جماعة معهم [2] منهم أبو حيّة الوداعي و رفاعة بن رافع.
قال مالك بن أوس الحدثان الأنصاري: فقاموا و قمنا معهم حتى جلسوا إليهم.
[1] نقله المعتزلي في شرح النهج 6: 39: نبايعك، و هو تصحيف فإنهم كانوا قد بايعوا، و إنما كانت الكلمة: نتابعك.
[2] شرح النهج للمعتزلي 6: 38-39 عن نقض العثمانية، لأبي جعفر الإسكافي (م 240 هـ) .