ما يكون منهما، لكنني استظهرت باللّه عليهما!و اللّه لأقتلنّهما!و ليخيبنّ ظنّهما!و لا يلقيان من الأمر مناهما!فإن اللّه يأخذهما بظلمهما لي و نكثها بيعتي و بغيهما عليّ [1] .
و كانت أم راشدة مولاة أم هاني بنت أبي طالب اخت علي عليه السّلام تخدمه، فلما ولّيا من عنده سمعتهما يقولان: ما بايعناه بقلوبنا و إنما بايعناه بأيدينا! فأخبرت عليا بمقالتهما فتلا قوله سبحانه: إِنَّ اَلَّذِينَ يُبََايِعُونَكَ إِنَّمََا يُبََايِعُونَ اَللََّهَ يَدُ اَللََّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمََا يَنْكُثُ عَلىََ نَفْسِهِ وَ مَنْ أَوْفىََ بِمََا عََاهَدَ عَلَيْهُ اَللََّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً[2] .
هذا كل ما نقله و أفاده الشيخ المفيد في «الجمل» في موقفهما هنا. غ
موقفهما عند الإسكافي و الطوسي:
و قد روى قبله الإسكافي في «نقض رسالة العثمانية» للجاحظ قال:
بينا الناس في المسجد بعد الصبح إذ طلع طلحة و الزبير فانتحيا عن علي عليه السّلام إلى ناحية عنه في المسجد و جلسا فيها!ثم طلع عبد اللّه بن الزبير و سعيد بن العاص و مروان بن الحكم فجلسوا إليهما!ثم جاء قوم من قريش فانضموا إليهم، و أخذوا يتحدّثون فيما بينهم ساعة.
ثم قام الوليد بن عقبة فجاء إلى علي عليه السّلام فقال:
يا أبا الحسن (كذا) إنك قد و ترتنا جميعا، أما أنا فقتلت أبي يوم بدر صبرا، و خذلت أخي (عثمان) يوم الدار بالأمس!و أما سعيد فقتلت أباه يوم بدر في الحرب و كان ثور قريش!و أما مروان فسخّفت أباه عند عثمان إذ ضمّه إليه، و نحن إخوتك
[1] الجمل للمفيد: 164-167 عن كتاب حرب الجمل لأبي مخنف، و الثقفي عن رجاله الكوفيين و الشاميين، قال: و لم يورد أحد من أصحاب الآثار نقيضه أو ضدّه.
[2] الفتح: 10، و الخبر في الجمل للمفيد: 165 و 437.