responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة التاريخ الاسلامي المؤلف : اليوسفي، الشيخ محمد هادي    الجزء : 4  صفحة : 468

... فاعدل-أبا عبد الرحمن-زمام راحلتك إلى محجّة الحق، و استوهب العافية لأهلك، و استعطف الناس على قومك؟و هيهات من قبولك ما أقول حتى يفجّر مروان ينابيع الفتن تتأجّج في البلاد، و كأني بكما عند ملاقاة الأبطال تعتذران بالقدر!و لبئس العاقبة الندامة، و عمّا قليل يضح لك الأمر. أما أنا فأتوسد الإسلام و استشعر العافية فلا على بني أمية و لا لهم، أجعل الحزم داري و البيت سجني، و السلام. غ

معاوية و الوليد بن عقبة:

و كتب معاوية إلى الوليد بن عقبة: يا ابن عقبة، لين العيش و طيب الخيش أطيب من سفع سموم الجوزاء عند اعتدال الشمس في افقها!إن عثمان أخاك أصبح بعيدا منك!فاطلب لنفسك ظلا تستكن به!إني أراك راقدا على الترات!و كيف بالرقاد بك لا رقاد لك!فلو قد استتبّ هذا الأمر لمريده ألفيت كالنعام الشريد يفزع من ظل الطائر، و عن قليل تشرب الرنق و تستشعر الخوف، و أراك فسيح الصدر مسترخى اللبّ رخو الحزام قليل الاكتراث، و عن قليل يجتث أصلك!و السلام.

فكتب الوليد جوابه: أما بعد، فإنك أسد قريش عقلا و أحسنهم فهما و أصوبهم رأيا، معك حسن السياسة و أنت موضع الرئاسة، تورد بمعرفة و تصدر عن منهل رويّ، مناوئك كالمنقلب من العيّوق، يهوي به عاصف الشمال إلى لجّة البحر. كتبت إليّ تذكر طيب الخيش و لين العيش، فمل‌ء بطني حرام عليّ إلاّ مسكة الرّمق، حتى أقطع أوداج قتلة عثمان قطع الجلود بحدّ الشفار!و أما اللين، فهيهات إلاّ خيفة المرتقب يرتقب غفلة الطالب، إنّا على مداجاة، و لمّا تبد صفحاتنا بعد، و ليس دون الدم بالدم مناص، فإن العار منقصة!و الضعف ذل، أ يخبط قتلة عثمان زهرة الحياة الدنيا و يسقون برد المعين، و لما يمتطوا الخوف و يلحسوا الحذر... لا دعيت‌

اسم الکتاب : موسوعة التاريخ الاسلامي المؤلف : اليوسفي، الشيخ محمد هادي    الجزء : 4  صفحة : 468
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست