الأنصار أن يقوما عليه، و ليس فيه إلاّ غرارتان من فضة [1] و أنّهم تنادوا في الدار:
أدركوا بيت المال، و سمع الرجلان أصواتهم فهربوا، و أتوا بيت المال فانتهبوه [2] و هما من أخبار الطبري عن سيف التميمي.
و جاء في خبر غريب عن هاشم مولى عثمان عن شيخ كوفي عن شيخ آخر:
أنّ عليا عليه السّلام كان بخيبر لما حصر طلحة عثمان، فلما قدم أرسل إليه و قال له: إن رسول اللّه آخى بيني و بينك (!) و شكا إليه حصر طلحة له و ابتزازه أمره!فخرج عليّ عليه السّلام إلى المسجد فأخذ بيد اسامة و ذهب به إلى بيت المال فلم يتمكّن من مفاتيحه فقال:
اكسروا الباب فكسروه فجعل يعطي الناس فتفرقوا عن طلحة حتى مشى إلى عثمان فاعتذر إليه [3] .
و هذا كما ترى غريب في طريقه و معناه، غير ملائم لظاهر الحال و سائر الأخبار، و كذا ما قبله من خبر سيف عن نهبهم بيت المال، بل انتقل إلى علي عليه السّلام فجعل عليه كاتبه عبد اللّه بن أبي رافع القبطي من موالي النبيّ و الوصيّ عليهما السّلام.
فنقل المعتزلي عن الإسكافي: أنه عليه السّلام صعد المنبر [4] فحمد اللّه و أثنى عليه،
[3] الطبري 4: 430-431، و نقله عن الطبري البحراني في شرح النهج 1: 333، و عنه المجلسي في بحار الأنوار 32: 57. بل أغرب منه ما نقله البلاذري في أنساب الأشراف 2:
214، الحديث 269: أن الناس اجتمعوا بعد عثمان على طلحة ففتح علي بيت المال فمال الناس إليه فبايعوه!
[4] جاء فيه: أن بيعته كانت في يوم الجمعة لاثني عشر يوما بقين من ذي الحجة، ففي اليوم الثاني من بيعته يوم السبت خطب فقال... و لا يستقيم، بل كان بعد ذلك، و لعله لأوائل محرم لسنة (36 هـ) .