قال المسعودي: كان أهل مصر ستمائة رجل عليهم البلوي، و من الكوفة مائتا رجل مع الأشتر، و من أهل البصرة مائة رجل مع العبدي [1] .
و كان هوى المصريين مع علي عليه السّلام، و هوى الكوفيين مع الزبير، و هوى البصريين مع طلحة. و طلب الناس منه: عزل صهره مروان عن كتابته له، و عزل أخيه ابن أبي سرح عن صرح مصر، و اتفق عليّ مع عثمان على ما طلبه الناس فعزل ابن أبي سرح عن مصر و ولاّها محمد بن أبي بكر، و تفرق الناس و توجّه مع ابن أبي بكر جمع من المهاجرين و الأنصار [2] .
و في خبر ابن إسحاق عن الزهري: أن المصريّين في الطريق بالبويب [3] أو بحسمى [4] نظروا و إذا راكب مسرع، فلما دنا تأمّلوه فإذا هو غلام لعثمان (يدعى ورش) [5] على ناقة من نوقه، فاسترابوا به فقالوا له: أين تذهب؟قال:
بعثني عثمان في حاجة. قالوا: إلى أين؟فتلعثم في كلامه و ارتج عليه، فنهروه و زبروه فقال: أنفذني إلى مصر، قالوا: فيم؟قال: لا أعلم!ففتّشوه فلم يجدوا عنده شيئا، و لكنهم رأوا أن قربته الصغيرة لا ماء فيها و فيها شيء ففتّشوها فإذا فيها كتاب من عثمان إلى ابن أبي سرح و فيه: «إذا أتاك كتابي هذا فاضرب عنق عبد الرحمن البلوي و أبي عمرو بن بديل، و اقطع أيدي و أرجل كلّ من عروة و علقمة و كنانة، فإذا ماتوا فارفعهم على جذوع النخل» [6] .