إذ أقبل أبو بكر و معه عمر و أبو عبيدة بن الجرّاح، فقالا لهم: ما لنا نراكم حلقا شتّى؟قوموا فبايعوا أبا بكر، فقد بايعته الأنصار و الناس!
فقام عثمان و عبد الرحمن بن عوف و من معهما فبايعوا.
و أما علي عليه السّلام فإنه قام و قام من معه من بني هاشم، فانصرف و انصرفوا معه إلى منزله عليه السّلام [1] . غ
زوبعة أبي سفيان:
روى المعتزلي عن الجوهري عن النميري البصري عن ابن منصور الرمادي عن مالك بن دينار التابعي (م 130 هـ) رفعه قال: كان النبيّ صلّى اللّه عليه و آله قد بعث أبا سفيان ساعيا (لجباية الزكاة بعد حجة الوداع و قبل أو قبيل وفاته صلّى اللّه عليه و آله) فما رجع إلاّ و قد مات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فلقى قوما فسألهم: ما الخبر؟فقالوا:
مات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فقال: فمن ولي بعده؟قيل: أبو بكر. قال: أبو فصيل؟! قالوا: نعم. قال: فما فعل المستضعفان: عليّ و العباس؟!أما و الذي نفسي بيده لأرفعنّ من أعضادهما!
و زاد ابن سليمان الراوي عنه قال: إني لأرى عجاجة لا يطفئها إلاّ الدم [2] .
و رواه الطبري عن الكلبي عن عوانة و زاد: يا آل عبد مناف؛ فيم أبو بكر من اموركم أين المستضعفان الأذلاّن: علي و العباس [3] ؟!
[1] الإمامة و السياسة: 11. و في خبر الجوهري عن أبي عمرة بشير بن عمرو بن محصن الأنصاري الخزرجي، في شرح النهج للمعتزلي 6: 11، و الاحتجاج 1: 94.