قال ابن اسحاق: و بعد أن بويع أبو بكر يوم الثلاثاء (و صلوا الظهر) أقبلوا على جهاز رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله [1] و عن ابن عباس قال: و لما فرغ من جهاز رسول اللّه يوم الثلاثاء [2] وضع على سريره في بيته. ثم دخل الرجال عليه جماعة فجماعة فصلّوا عليه بلا إمام، فلما فرغ الرجال أدخل النساء، و لما
ق ساعده أبراد و هو ذاهب إلى السوق!فقال له عمر: أين تريد؟قال: السوق!قال:
تصنع ما ذا؟و قد ولّيت أمر المسلمين: قال: فمن أين أطعم عيالي؟!فقال: انطلق يفرض لك أبو عبيدة!فانطلقا إلى أبي عبيدة، فقال: أفرض لك قوت رجل من المهاجرين كل يوم نصف شاة!و كسوة الشتاء و الصيف إذا أخلقت ردّها و خذ غيرها. و جعلوا له ألفين (؟) فقال:
زيدوني؛ فإن لي عيالا، و قد شغلتموني عن التجارة!فزاده خمس مائة!كما في تاريخ الخلفاء للسيوطي: 91، 92.
و فيه عن الأوائل للعسكري: أن أول من اتّخذ بيت المال أبو بكر، و أول من وليه له أبو عبيدة بن الجرّاح. و لكن هل كان ذلك لأول يوم من خلافته؟!
أما ابن قتيبة (م 272 هـ) فقد قال: ثم دعا عمر و الوجهاء من أصحاب رسول اللّه فقال لهم: ما ترون لي من هذا المال؟فقال عمر: أنا أخبرك: ما كان من عيالك و ضعفة أهلك يتقوّت منه بالمعروف، و ما كان من ولدك قد بان عنك و ملك أمره فسهمه كرجل من المسلمين، الإمامة و السياسة: 16-17، و هل كان رجال المسلمين حتى ذلك اليوم لهم سهام من بيت المال؟أم من الغنائم فقط؟!بل قال العسكري في الأوائل: لم يكن للنبيّ بيت مال. و إن أول من ولي بيت المال أبو عبيدة لأبي بكر، كما مرّ، و انظر شرح النهج للمعتزلي 17: 224: الطعن الرابع عشر، و ليس في تلخيص الشافي.
[2] بل فرغ علي عليه السّلام من غسله بعد وفاته منتصف يوم الاثنين و صلوا عليه يوم الاثنين و ليلة الثلاثاء حتى الصباح و يوم الثلاثاء، كما عن الباقر عليه السّلام في مناقب آل أبي طالب 1: 188-190.