ثم قال علي عليه السّلام: أنشد اللّه رجلا شهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حين أتي ببيض نعام فقال: إنّا قوم حرم أطعموه أهل الحلّ؟فشهد من الاثني عشر رجلا دونهم في العدة.
فقال عثمان لعلي عليه السّلام: بيّن لنا. فقال علي عليه السّلام: يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لاََ تَقْتُلُوا اَلصَّيْدَ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ فقال عثمان: أو نحن قتلناه؟!فقرأ عليه السّلام: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ اَلْبَحْرِ وَ طَعََامُهُ مَتََاعاً لَكُمْ وَ لِلسَّيََّارَةِ وَ حُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ اَلْبَرِّ مََا دُمْتُمْ حُرُماً[1] .
فنزل عثمان عن سريره!و قال: خبثت علينا!و دخل رحله، و أكل الطعام أهل الحل في المحل [2] . غ
و تزوّج و بنى قصره:
نقل ابن الخياط عن الكلبي: أن عثمان في سنة (28) تزوّج نائلة ابنة الفرافصة الكلبي النصراني من سماوة العراق [3] .
و لعلّه لها شيد قصره الزّوراء بين المسجد و السوق عام (29) [4] بالكلس و الحجر و جلب له أبوابا من العرعر و الساج، فتأسّى به كثير من أهل عصره! منهم: طلحة بن عبيد اللّه التيمي، فإنه شيّد داره بالمدينة بالجصّ و الآجر و الساج.
و منهم: سعد بن أبي وقّاص الزهري ابتنى دارا بموضع العقيق قرب المدينة، واسعة مرتفعة و أعلاها شرفات.
[2] انظر أخباره و مصادره في الغدير 8: 125-128، المورد 4.
[3] تاريخ خليفة: 92، و عيون الأخبار لابن قتيبة 4: 46، و لعله وصفها له أخوه الوليد بن عقبة إذ كان عامله على صدقات كلب و بلقين كما في تاريخ اليعقوبي 2: 165.