فواقع مرزبان ( ضابط الثغر) المذار فقتله و انهزم جيشه و غرق أكثرهم في دجلة [1] . غ
يوم البويب:
ثم وجّه سراياه للغارة بأرض السواد مما يلي الفرات، فبلغ ذلك ملكة الفرس: آزرميدخت بنت كسرى، فأمرت أن ينتدب من مقاتليهم اثنا عشر ألف فارس من أبطالهم، فانتدبوا فولّت عليهم عظيم المرازبة ( ضبّاط الحدود) : مهران بن مهرويه، فسار بالجيش حتى وافى الحيرة (فيبدو أنها انتقضت من صلح خالد في عهد أبي بكر) في البويب [2] و أرسل جرير إلى السرايا فتراجعوا و اجتمعوا، و تهيّأ الفريقان للقتال و زحف بعضهم إلى بعض، و تطاعنوا بالرماح، و تضاربوا بالسيوف. و توسطهم المثنّى يجالدهم بسيفه، و انهزم بعض العرب فأخذ المثنّى ينتف لحيته غضبا، فحمل العرب و حمل عليهم الفرس من الزوال إلى غروب الشمس.
و خرج مهران فحمل عليه المثنّى فضربه مهران فنبا سيفه و ضربه المثنّى فقتله و انهزموا إلى المدائن [3] .
[1] تاريخ اليعقوبي 2: 143 و المذار قرب قلعة صالح بين العمارة و الناصرية، فليس على طريق الحيرة. و في مروج الذهب 2: 310: أنه توجّه نحو الأبلّة ثم المدائن و أن الوقعة كانت قربها.
[2] على المشهور في التاريخ، و سمّاه المسعودي: البجلة. مروج الذهب 2: 311 و البويب بين الكوفة و بابل كما في الخريطة: 62 من أطلس تاريخ الإسلام، و لعل العرب سمّوها البويب؛ لأنها كانت باب العرب إلى العراق. و في الطبري 3: 461: مما يلي موضع الكوفة اليوم.