responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة التاريخ الاسلامي المؤلف : اليوسفي، الشيخ محمد هادي    الجزء : 4  صفحة : 234

يوم الجسر:

فلما بلغ كل ذلك إلى ملك فارس دعا ذا الحاجب بهمن بن الهرمزان و عقد له على اثني عشر ألف، و دفع إليه لواء كانوا يتيمّنون به يسمّونه: درفش كاويان، و سلّم إليه سلاحا كثيرا مع الفيل الأبيض. و أقبل ذو الحاجب فنزل قسّ الناطف على شاطئ الفرات بينه و بين أبي عبيد الثقفي‌ [1] و أرسل إليه: تعبر إلينا أو نعبر إليك؟ فقال أبو عبيد: نعبر إليكم‌ [2] .

و كان معه سليط بن قيس فقال له: يا أبا عبيد، إياك أن تقطع هذه اللجّة (الماء) إليهم، فإني أرى لهم جموعا كثيرة، و الرأي أن ترجع بنا إلى ناحية البادية (بادية الحجاز) و تكتب إلى عمر تسأله المدد، فإذا أتاك عبرت إليهم فتناجزهم الحرب. فجبنه أبو عبيد، فقال المثنّى: لا و اللّه ما جبن، بل أشار عليك بالرأي، فإياك أن تعبر إليهم فتلقي بنفسك و أصحابك في وسط أرضهم فتنشب فيك مخالبهم! فأبى أبو عبيد، فعقدوا له الجسر و عبروا إليهم‌ [3] .


[1] قسّ الناطف في حدود ما بين العباسيات و ذي الكفل، انظر الخريطة: 62 من أطلس تاريخ الاسلام الترجمة الفارسية.

[2] تاريخ خليفة: 66.

[3] تاريخ مختصر الدول لابن العبري: 100 و روى المسعودي: أن بعض الدهاقين عقد له الجسر فلما عبروا و خلّفوا الفرات خلفهم أمر هو بقطع الجسر، فحينئذ قال له مسلمة بن أسلم الأنصاري البدري: أيها الرجل، إنّه ليس لك علم بما نرى، و سوف يهلك من معك بسوء سياستك، تأمر بجسر قد عقد أن يقطع فلا يجد المسلمون ملجأ من هذه الصحارى و البراري، فلا تريد إلاّ أن تهلكهم في هذه القطعة!و قال سليط؛ إن العرب لم تلق مثل جمع فارس قط، و لا كان لهم بقتالهم عادة، فاجعل لهم ملجأ و مرجعا من هزيمة إن كانت.

فقال: و اللّه لا فعلت!جبنت يا سليط!فقال سليط: و اللّه ما جبنت و أنا أجرأ منك-

اسم الکتاب : موسوعة التاريخ الاسلامي المؤلف : اليوسفي، الشيخ محمد هادي    الجزء : 4  صفحة : 234
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست