قال المرتضى: فصحّ أنه استبقى الصدقة في أيدي قومه رفقا بهم و تقربا إليهم إلى أن يقوم بالأمر من يدفع ذلك إليه [1] .
و روى الطبري عن سيف التميمي أنه قال لقومه: يا بني يربوع؛ إنا كنا قد عصينا أمراءنا إذ دعونا إلى هذا الدين و بطّأنا الناس عنه، فلم نفلح و لم ننجح، و إني قد نظرت في هذا الأمر فوجدت الأمر يتأتّى لهم بغير سياسة، و إذا الأمر لا يسوسه الناس!فإياكم و مناوأة قوم صنع لهم، فتفرقوا إلى دياركم و ادخلوا في هذا الأمر.
فتفرّقوا على ذلك إلى أموالهم، و خرج مالك حتى رجع إلى منزله [2] فلم يجمع صدقات قومه و لم يستقبل بها خالدا كما فعل صاحباه قبله، فلم يقبل ذلك منه خالد.
فبعد أن أقام خالد في طلب المتمرّدين شهرا في البزاخة [3] قال: و اللّه لا أنتهي حتى أناطح مسيلمة (و في طريقه ابن نويرة) .
فقال ثابت بن قيس الأنصاري أمير الأنصار: ما نحن بسائرين معك، فهذا رأي لم يأمرك به أبو بكر، فارجع إلى المدينة. فقال خالد: لا و اللّه حتى أناطحه.
فسار خالد، و سارت الأنصار ليلة ثم قالوا فيما بينهم: و اللّه لئن نصر أصحابنا
ق و نقل المرتضى موافق لما في كتاب الردة للواقدي بتحقيق الجبوري، الطبعة الأولى، بيروت، بينما نقلت في طبقات فحول الشعراء لمحمد بن سلام الجمحي كذا:
فإن قام بالأمر المخوّف قائم # منعنا و قلنا: الدين دين محمد
و فسّر المحقق الدين بالحكومة!بتحقيق محمود محمد شاكر، طبعة المدني بالقاهرة، و لا أراه إلاّ تحريفا.