الباقي، و بعد رجوع سجاح إلى أرض الجزيرة تعقّب خالد بن الوليد آثارها هناك و سمع به سماعة و وكيع بن مالك فرجعا عمّا كانا عليه مع سجاح و عادا إلى ما كانا عليه من جباية الزكوات فأخرجاها حتى استقبلا بها خالدا، فقال لهما خالد: ما حملكما على موادعة هؤلاء القوم؟قالا: كانت أيام تشاغل و فرص و كان لنا ثأر نطلبه في بني ضبّة [1] فقبل خالد عذرهما و توبتهما و صدقاتهما. غ
و أما مالك بن نويرة:
فقد نقل المرتضى في «الشافي» : أنه كان على صدقات قومه بني يربوع واليا من قبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فلما بلغته وفاة النبيّ قال لهم: تربّصوا بها حتى يقوم قائم بعد النبيّ و ننظر ما يكون من أمره [2] و قال شعرا في ذلك منه:
و قال رجال: سدّد اليوم مالك # و قال رجال: مالك لم يسدّد
فقلت: دعوني لا أبا لأبيكم # فلم أخط رأيا، في المعاد و لا البدي
و قلت: خذوا أموالكم غير خائف # و لا ناظر في ما يجيء به غدي
فدونكموها، إنما هي مالكم # مصدّرة أخلافها لم تجدّد
سأجعل نفسي دون ما تحذرونه # و أرهنكم يوما بما قلته يدي
فإن قام بالأمر المجدّة قائم # أطعنا و قلنا: الدين دين محمد [3]
[2] و انظر كتاب الردة للواقدي: 104، و فتوح البلدان للبلاذري: 105، و الفتوح لابن الأعثم 1: 19.
[3] أرسلها السيد المرتضى إرسال المسلّمات، و نقلها عنه المعتزلي في شرح نهج البلاغة 17.
204-205، و إنما قال فيها: فأما الشعر الذي رواه المرتضى لمالك بن نويرة فهو معروف، إلاّ البيت الأخير-و عليه عمدة المرتضى في المقام-و هو غير معروف (17: 213)