و روى عنه عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله قال له: إذا أنا متّ ضلت الأهواء و يرجع الناس على أعقابهم، فالحق يومئذ مع علي و معه كتاب اللّه، فلا تبايع أحدا غيره! و لكنه يقول: سمع هذا الخبر منه صلّى اللّه عليه و آله سائر الناس إلاّ أن في قلوبهم أحقادا و ضغائن [1] و لذلك كان من قولهم لهم: أما إذا لم تسلموها لعليّ، فصاحبنا أحق بها من غيره [2] . لذلك اعتزلوا بسيّدهم سعد ليبايعوه للخلافة و هم يرتجزون ارتجاز الجاهلية:
يا سعد أنت المرجّى و شعرك المرجّل و فحلك المرجّم [3] !
*** و ذكر البلاذري: أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كان قد آخى بين عمر بن الخطاب و بين عويم بن ساعدة الأوسي [4] و كان عمر يثنى عليه [5] و من حلفاء الأوس معن بن عديّ البلوي [6] و كان صديقا لعويم الأوسي، و اتفق بين هذين الرجلين و بين ابن عبادة الخزرجي ما أثار بينهما بغضا و شحناء شرحه أبو عبيدة معمّر بن المثنّى في «كتاب القبائل» و أشار إليه المعتزلي [7] .
[1] عن مجالس المؤمنين 1: 234، عن الطبري في كتاب الولاية، بل روى بمعناه المعتزلي عن الجوهري 6: 44. و في كتاب السقيفة: 68.