responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البحرين المؤلف : الطريحي النجفي، فخر الدين    الجزء : 2  صفحة : 78
وفيه " الكيس لمن [1] دان نفسه وعمل لما بعد الموت " أي ساسها وحاسبها وأذلها واستعبدها، من قولهم: دانه إذا أذله واستعبده. وفي حديث المسافر " استودع الله دينك وأمانتك " أي اجعلهما من الودائع، فإن السفر مظنة المشقة والخوف فيتسبب لاهمال بعض أمور الدين، فدعا له بالمعونة والتوفيق، وأراد بالامانة: أهله وماله ومن يخلفه. وفي الحديث القدسي " ابن آدم ! كن كيف شئت، كما تدين تدان " أي كما تجازي تجازى وبفعلك وبحسب ما عملت، وسمي الاول جزاء، للازدواج كما في قوله تعالى (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه) [ 2 / 194 ] وإن كان الثاني في الآية مجازا عكس ما في الحديث. وهذا المثال من كلام الحق، والاصل فيه: أن امرأة كانت على عهد داود عليه السلام يأتيها رجل يستكرهها على نفسها فألقى الله تعالى في قلبها، فقال لا تأتيني مرة إلا وعند أهلك من يأتيهم، قال: فذهب إلى أهله فوجد عند أهله رجلا، فأتى به داود عليه السلام، فقال: يا نبي الله أتى إلى ما لم يؤت إلى أحد فقال: وما ذاك ؟ فقال: وجدت هذا الرجل عند أهلي، فأوحى الله إلى داود عليه السلام قل له: " كما تدين تدان " وفي الحديث " العلم دين يدان الله به " أي طاعة يطاع الله بها. ودان فلان بالاسلام دينا بالكسر: تعبد به وتدين به كذلك. وفيه " دينوا فيما بينكم وبين أهل الباطل إذا جالستموهم ". وفي الدعاء " اللهم اقض عني الدين " أي حقوق الله، وحقوق العباد من جميع الانواع. والديان بفتح الاول وتشديد الثاني من أسمائه تعالى وهو القهار، وقيل الحاكم وقيل القاضي، وهو فعال من دان الناس أي قهرهم فأطاعوه من دنتهم فدانوا أي قهرتهم فأطاعوا، ومنه في وصفه صلى الله

[1] بفتح اللام - حرف تأكيد - وفتح ميم " من " الموصولة. (*)

اسم الکتاب : مجمع البحرين المؤلف : الطريحي النجفي، فخر الدين    الجزء : 2  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست