يكون قوله «المفرد» احترازا عن المضاف فيخرج الأسماء الستة ؛ إذ لو احترز
عنه لوجب ألّا يستوفي شيء من المضاف الحركات الثلاث.
وثانيها :
الجامع لثلاثة قيود ، الجمعية ، احترازا عن المثنى ، إذ اعرابه بالحروف ، وعن
المفرد ، إذ قد مرّ ذكره ، والتكسير احترازا عن السالم ، لأن اعراب المذكر منه
بالحروف والمؤنث غير مستوف للحركات ، والانصراف ، احترازا عن غير المنصرف نحو
مساجد وأنبياء.
وإنما أعرب
الجمع المكسر اعراب المفرد ، أي بجميع الحركات إذا كان منصرفا لمشابهته للمفرد
بكونه صيغة مستأنفة مغيّرة عن وضع مفرده ، وبكون بعضه مخالفا لبعض في الصيغة
كالمفردات المتخالفة الصيغ ، وأيضا ، لم يطرد في آخره حرف لين صالح لأن يجعل
اعرابا ، كما في الجمع بالواو والنون ،.
قوله «بالضمة
رفعا» ، الجار والمجرور خبر المبتدأ ، وقوله «رفعا» مصدر بمعنى المفعول كقولهم :
الفاعل رفع أي مرفوع ، وانتصابه على الحال أي مرفوعين ، والعامل فيه الجار
والمجرور ؛ وذو الحال : الضمير المستكن فيه ، والباء في قوله «بالضمة» بمعنى «مع»
، ويجوز أن يكون المعنى : ملتبسان بالضمة ، ومعنى الكلام : هما مع هذه الحركه
المعيّنة في حال كونهما مرفوعين ، أي مصاحبين لعلم العمدة.
وكذا قوله : «والفتحة
نصبا» ، وأمثاله ، وهذا من باب العطف على عاملين مختلفين ، المجوّز عند المصنف
قياسا ، نحو : إن في الدار زيدا ، والحجرة عمرا ، على ما يجيء [١].
والثاني من
الثلاثة الأقسام [٢] : ما فيه الضمة رفعا ، والكسرة جرا ، ونصبا ، وهو شيء
واحد ، أعني الجمع بشرطين : أحدهما أن يكون جمع المؤنث احترازا عن جمع المذكر
[١] يأتي الكلام على
العطف على معمولي عاملين مختلفين وما فيه من خلاف بين النحاة ، في باب العطف ان
شاء الله.
[٢] تقدم التنبيه على
أن هذا الاستعمال للعدد مذهب الكوفيين ص ٣٣ من هذا الجزء ، هامش رقم ٢.