اسم الکتاب : شرح الرضيّ على الكافية المؤلف : الأسترآباذي، رضي الدين الجزء : 1 صفحة : 374
وألا إنّ [١] ، على ما يجيء في موضعيهما ، قالوا : وليس المحذور
اجتماع التعريفين المتغايرين بدليل قولك : يا هذا ، ويا عبد الله ، ويا أنت ، ويا
ألله ؛ بل الممتنع اجتماع أداتي التعريف لحصول الاستغناء بأحدهما.
وقال المبرد ،
في الأعلام ، إنها تنكر ثم تعرف بحرف النداء ، ولا يتم ما قال في : يا ألله ، ويا
عبد الله [٢].
وقال المازني ،
في اسم الإشارة : ينكّر ثم يجبر بحرف النداء ، ومن ثمّ لا يقال : هذا أقبل ، أي يا
هذا.
ولا حاجة إلى
ما ارتكبا ، إذ لا منع من كون الشيء المعيّن مواجها مقصودا بالنداء ، وأي محذور من
اجتماع مثل هذين التعريفين ؛
هذا ، ولما
قصدوا الفصل بين حرف النداء واللام [٣] بشيء ، طلبوا اسما مبهما غير دال على ماهية معيّنة ،
محتاجا بالوضع في الدلالة عليها إلى شيء آخر ؛ يقع النداء في الظاهر على هذا الاسم
المبهم لشدة احتياجه إلى مخصصه الذي هو ذو اللام.
وذلك أن من
ضرورة المنادى أن يكون متميز الماهية ، وإن لم يكن معلوم الذات ، فلا معنى لنحو :
يا شيء ، ويا موجود ، إلا أن يكنى بمثلهما عن أن المخاطب ، ما فيه شيء ، مما يكون
في العقلاء إلا أنه يقع عليه اسم الشيء والموجود ، وهذا مجاز ، وكلامنا في
الحقيقة.
فوجدوا الاسم
المتصف بالصفة المذكورة «أيّا» بشرط قطعه عن الإضافة ، إذ هي تخصصه ، نحو : أي رجل
، واسم الإشارة ، وأما لفظ شيء ، وما بمعنى شيء ، فإنهما وإن كانا مبهمين ، لكن لم
يوضعا على أن يزال إبهامهما بالتخصيص ، بخلاف : أي ،
[١] اجتمع في «لقد»
لام التوكيد وحرف التحقيق ، وفي «ألا إن» حرفان يستفتح بهما الكلام ويدلان على
الثبوت وتزيد «ان» بافادتها التوكيد.
[٢] لأن لفظ الجلالة
لا يقبل التنكير ولو فرضا ، والعلم المضاف إلى لفظ الجلالة انما اكتسب التعريف
منها.