اسم الکتاب : شرح الرضيّ على الكافية المؤلف : الأسترآباذي، رضي الدين الجزء : 1 صفحة : 350
وقال الفراء :
أصل يا زيد ، يا زيدا ليكون المنادى بين الصوتين ثم اكتفى بيا ، ونوى الألف فصار
كالغايات فبني على الضم ، وفتح المضاف لوقوع المضاف إليه موقع الألف في يا زيدا ،
فحركته عنده ، ليست نصبا.
ولا أدري ما
يقول في نصب المضارع والمفرد النكرة ، ولم لا يجري المضاف مجراهما في كونه منصوبا.
قوله «مفردا»
أي الذي لا يكون مضافا ولا مضارعا له ، فيدخل فيه نحو : يا زيدان ويا زيدون ،
ويعني بالمعرفة ما كان مقصودا قصده ، سواء تعرّف بالنداء ، أو كان معرفة قبله ،
فيضم نحو : يا زيد ويا رجل ، ويا هذا ويا أنت ، والضم مقدر في المنقوص والمقصور
نحو يا قاضي ويا فتى ، وفي المبني قبل النداء نحو : يا هذا ، ويا هؤلاء.
ويونس يحذف
الياء في المنقوص ويعوض منها تنوينا فيقول : يا قاض ، لأنه لم يعهد لام المنقوص
ثابتا مع السكون بلا لام أو إضافة ، ولا يحذف في : يا مرى من الإراءة ، خوفا من
الإجحاف بالكلمة.
وإنما بني
المفرد المعرفة لوقوعه موقع الكاف الاسمية المشابهة لفظا ومعنى لكاف الخطاب
الحرفية ، وكونه مثلها إفرادا وتعريفا وذلك لأن يا زيد بمنزلة أدعوك ، وهذا الكاف
مشابه للكاف في «ذلك» لفظا ومعنى.
وإنما قلنا ذلك
لما تقرر أن الاسم لا يبنى إلا لمشابهة الحرف بوجه أو الفعل ، ولا يبنى لمشابهة
الاسم المبني.
وأما المضاف
والمضارع له ، فلم يبنيا لأنهما ليسا كالكاف إفرادا ولم يبن المفرد المنكّر لأنه
ليس مثلها تعريفا ولم يقع موقعها.
وإن وقع المضمر
منادى ، جاز : يا أنت نظرا إلى المظهر ، قال :