اسم الکتاب : شرح الرضيّ على الكافية المؤلف : الأسترآباذي، رضي الدين الجزء : 1 صفحة : 318
المصدر
التفصيلي
قال
ابن الحاجب :
«ومنها ما وقع
تفصيلا لأثر مضمون جملة متقدمة مثل»
«قوله تعالى : (فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا
بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً)[١].
قال
الرضى :
يعني بمضمون
الجملة : مصدرها مضافا إلى الفاعل أو المفعول ، فمضمون «شدوا الوثاق» : شدّ الوثاق
، ويعني بأثر ذلك المضمون فائدته ومقصوده وغرضه المطلوب منه ، وسماه أثرا ، لأن
الغرض من الشيء يحصل بعد حصول ذلك الشيء ، كالأثر الذي يكون بعد المؤثر.
ويعني بتفصيل
ذلك الغرض بيان أنواعه المحتملة.
واعلم أن ضابط
هذا القسم أن تذكر جملة طلبية أو خبرية تتضمّن مصدرا يطلب منه فوائد وأغراض ، فإذا
ذكرت تلك الفوائد والأغراض بألفاظ مصادر منصوبة على أنها مفعولة مطلقة عقيب تلك
الجملة ، وجب حذف أفعالها ، وذلك لأن تلك الأغراض تحصل من ذلك المصدر المضمون ،
فيصح أن يقوم ما تضمّن ذلك المصدر أعني الجملة المتقدمة ، مقام ما يتضمن تلك
الأغراض ، أي أفعالها الناصبة لها ، فلما صحّ ذلك ، وتكررت تلك الفوائد ، استثقل
ذكر أفعالها قبلها ، فالزم قيام متضمن المصدر الذي هي أغراضه مقام متضمّناته ،
فوجب حذفها ، فقوله تعالى : (فَشُدُّوا الْوَثاقَ) جملة تتضمن شد الوثاق ، والمطلوب من شد الوثاق إما قتل
، أو استرقاق ، أو منّ ، أو فداء ؛ فقد فصل الله تعالى هذا المطلوب بقوله : «فإما
منا بعد وإما فداء» ، وتقول في الخبرية : زيد يكتب ، فقراءة بعد أو بيعا ، وعمرو
يشتري طعاما ، فإما بيعا وإما أكلا ، ونحو ذلك.