اسم الکتاب : شرح الرضيّ على الكافية المؤلف : الأسترآباذي، رضي الدين الجزء : 1 صفحة : 297
نحو : ضربت ، الثاني ، في قولك : ضربت ضربت ، فإنه شيء فعله المتكلم الذي
هو فاعل الفعل المذكور.
قلت ؛ إن أراد
بقوله : فعله المتكلم ، أوجده بالقول ، أي قاله ، فالمقول في الحقيقة وإن كان
مفعولا ، إلا أن الفعل في ظاهر اصطلاحهم يطلق على غير القول ، فيقال : هذا مقول
وهذا مفعول فلم يكن ، إذن ، داخلا في قوله : ما فعله حتى يخرج بقوله : اسم ، وأيضا
ضربت ، باعتبار أنه مقول ، ليس بفعل ، بل هو اسم ، لأن المراد : هذا اللفظ المقول
، فلا يخرج بقوله : اسم ما فعله لكونه اسما ، وبتأويله باللفظ يدخل في الحد جميع
المفاعيل ، فإن لفظ «زيدا» ويوم الجمعة ، وأمامك ، : لفظ أوجده الفاعل بالقول في
قولك : ضربت زيدا يوم الجمعة أمامك.
وإن أراد ، وهو
الظاهر ، بقوله : فعله ، أنه فعل مضمونه الذي هو الضرب فلم يكن داخلا حتى يخرج ،
لأنه ، إذن ، فعل مضمونه ، ولم يفعله.
هذا ، ويعني
باسم ما فعله : اسم الحدث الذي فعله.
ويخرج عن هذا
الحدّ ، نحو ضربا في : ما ضربت ضربا ، لأنه لم يفعل فاعل المذكور ههنا فعلا ، إلا
أن يقول : النفي فرع الإثبات فجرى مجراه وألحق به ، وكذا نحو : مات موتا ، وفني
فناء : جار مجرى ما فعله الفاعل.
واحترز بقوله :
فاعل فعل مذكور عن نحو : أعجبني الضرب ، فإن الضرب فعله فاعل فعل ما ، لكن لم
يفعله فاعل الفعل الذي هو أعجب ، لأن فاعله الضرب ، وهو لا يفعل نفسه ، وكذا :
استحسنت الضرب.
قوله : «مذكور»
صفة فعل ، وكذا قوله بمعناه ، والضمير في «معناه» ، عائد إلى : اسم ، أو إلى «ما»
، قوله : «بمعناه» احتراز عن نحو : كرهت قيامي ، فإن «قيامي» اسم لما فعله المتكلم
، وهو فاعل الفعل المذكور ، لكن ليس كرهت ، بمعنى قيامي ، ويبطل
اسم الکتاب : شرح الرضيّ على الكافية المؤلف : الأسترآباذي، رضي الدين الجزء : 1 صفحة : 297