اسم الکتاب : شرح الرضيّ على الكافية المؤلف : الأسترآباذي، رضي الدين الجزء : 1 صفحة : 295
هو مفعول مع قيد مضمونه ، إذ المجيء في جاءني زيد راكبا : فعل مع قيد
الركوب الذي هو مضمون راكبا ، ويقال للمستثنى : هو المفعول بشرط إخراجه ، وكأنهم
آثروا التخفيف في التسمية ؛ والمفعول بلا قيد شيء آخر هو المفعول المطلق ، كما
يجيء ، ففي جعل المفعول معه ، والمفعول له أصلا في النصب لكونهما مفعولين ، وجعل
المستثنى والحال فرعين مع أنهما أيضا مفعولان ، نظر ؛ وإن كان الأصالة في النصب
بسبب كون الشيء من ضروريات معنى الفعل ، فالحال كذلك دون المفعول معه والمفعول له
، إذ ربّ فعل بلا علة ولا مصاحب ولا فعل إلا وهو واقع على حالة من الموقع والموقع
عليه.
والحق أن يقال
: النصب علامة الفضلات في الأصل ، فيدخل فيها المفاعيل الخمسة والحال والتمييز ،
والمستثنى ، وأما سائر المنصوبات فعمد ، شبّهت بالفضلات كاسم «إن» واسم «لا»
التبرئة ، وخبر «ما» الحجازية ، وخبر كان وأخواتها.
* * *
المفعول المطلق
معناه
قال
ابن الحاجب :
«فمنه المفعول
المطلق ، وهم اسم ما فعله فاعل فعل»
«مذكور بمعناه».
قال
الرضى :
قدم المفعول
المطلق لأنه المفعول الحقيقي الذي أوجده فاعل الفعل المذكور ، وفعله ، ولأجل قيام
هذا المفعول ، به صار فاعلا ، لأن ضاربية زيد في قولك : ضرب زيد ضربا ، لأجل حصول
هذا المصدر منه.
أما المفعول به
نحو : ضربت زيدا ، والمفعول فيه ، نحو ضربت قدّامك يوم الجمعة ، فليسا مما فعله
فاعل الفعل المذكور وأوجده ، وكذا المفعول معه ، وأما المفعول له ، وإن كان مفعولا
للفاعل وصادرا منه ، إلا أن فاعليته ليست لقيام هذا المفعول ، به ، ألا ترى أن كون
اسم الکتاب : شرح الرضيّ على الكافية المؤلف : الأسترآباذي، رضي الدين الجزء : 1 صفحة : 295