اسم الکتاب : شرح الرضيّ على الكافية المؤلف : الأسترآباذي، رضي الدين الجزء : 1 صفحة : 257
نكرة مضمنة استفهاما ، أو نكرة هي أفعل التفضيل مقدم» على خبره ، والجملة
صفة لما قبلها ، نحو مررت برجل أفضل منه أبوه.
وغير سيبويه
على أن مثل هذين خبران مقدمان ، والمثال المتفق عليه في مثل هذا المقام : من قام؟
وما جاء بك؟ وأيهم قام؟ ومن قام قمت.
وإنما كان
للشرط والاستفهام والعرض والتمني ونحو ذلك مما يغيّر معنى الكلام ، مرتبة التصدر ،
لأن السامع يبنى الكلام الذي لم يصدّر بالمغيّر على أصله ، فلو جوّز أن يجيء بعده
ما يغيّره ، لم يدر السامع إذا سمع بذلك المغيّر : أهو راجع إلى ما قبله بالتغيير
، أو مغيّر لما سيجيء بعده من الكلام ، فيتشوش لذلك ذهنه.
وكذلك حكم
المضاف إلى أداة الشرط أو الاستفهام ، يجب تصدره نحو : غلام من قام؟ ، وغلام من
يقم أقم؟ لأن معنى الشرط والاستفهام يسري إلى المضاف ، وإلّا لم يجز تقدمه على
ماله الصدر.
قوله : «أو
كانا معرفتين ، أو متساويين» ، ليس على الإطلاق بل يجوز تأخر المبتدأ عن الخبر ،
معرفتين أو متساويين مع قيام القرينة المعنوية الدالة على تعيين المبتدأ ، كما في
قوله :
وذلك لأنا نعرف
أن الخبر محط الفائدة ، فما يكون فيه التشبيه الذي تذكر الجملة لأجله فهو الخبر ،
كقولك : أبو يوسف أبو حنيفة ، أي مثل أبي حنيفة ، ولو أردت تشبيه أبي حنيفة بأبي يوسف
، فأبو يوسف هو الخبر ، ومثله قول أبي تمام :
[١] لأنه يريد تشبيه
بني الأبناء بالأبناء فيكون المبتدأ هو المشبه والخبر هو المشبه به. وحمله بعضهم
على ظاهره وقال إنه من عكس التشبيه ، قال البغدادي بعد أن شرح البيت انه مع شهرته
في كتب النحو لا يعرف قائله. وهو كذلك في غير كتب
النحو ، وان بعضهم نسبه إلى الفرزدق. ثم قال والله أعلم بحقيقة الحال.
اسم الکتاب : شرح الرضيّ على الكافية المؤلف : الأسترآباذي، رضي الدين الجزء : 1 صفحة : 257