اسم الکتاب : شرح الرضيّ على الكافية المؤلف : الأسترآباذي، رضي الدين الجزء : 1 صفحة : 230
الآخر على الصحيح [١] ، فلكون الصفة فرعا على الفعل في العمل ، وقيل إنما قدم
الفعل في الفعلية لكون الفعل محتاجا إلى الاسم واستغناء الاسم عنه ، فأرادوا في
الجملة المركبة منهما تتميم الناقص بالكامل ، وقصدوا أيضا الإيذان من أول الأمر
أنها فعلية ، فلو قدّم الفاعل لم تتعيّن للفعلية من أول الأمر ، إذ [٢] يمكن صيرورته كلاما باسم آخر.
قوله : «ومن
ثمّ» أي ومن جهة كون الأصل في المبتدأ التقديم جازت هذه المسألة ، يعني إن قيل :
لم جازت ، وفيها إضمار قبل الذكر؟ قلنا إن أصل المبتدأ التقديم ، فالتقدير : زيد
في داره ، فالمعود إليه بعد الضمير لفظا وقبله تقديرا.
قوله : «وامتنع
صاحبها في الدار» امتناع هذه أيضا معلل بكون أصل المبتدأ التقديم ، فيكون الضمير
في «صاحبها» راجعا إلى الدار المؤخر عن صاحبها ، لفظا وأصلا فيكون ضميرا قبل الذكر
فلا يجوز ، ومن جوّز ثمّة ، ضرب غلامه زيدا ، ينبغي أن يجوّز هذا ، لأن طلب
المبتدأ لخبره كطلب الفعل للمفعول بل أشدّ.
وكان ترتيب
الكلام يقتضي أن يذكر المصنف ههنا ، المواضع التي يجب فيها تقديم المبتدأ ،
والمواضع التي يجب فيها تأخيره ، ثم يذكر المواضع التي يصح فيها تنكير المبتدأ.
مسوغات
الابتداء
بالنكرة
قال
ابن الحاجب :
«وقد يكون
المبتدأ نكرة ، إذا تخصصت بوجه ما».
[١] تقدمت الإشارة
إلى أن الرضى يرجح أن المبتدأ والخبر يترافعان : وهنا يقصد أن الخبر رافع للمبتدأ
الذي هو وصف معتمد على الاستفهام والوصف بحكم عمل الفعل رافع له.
[٢] أي قبل أن يذكر
الفعل الذي فرضنا تأخيره عن الفاعل : يمكن حمل الكلام على أنه جملة اسمية بإضافة
اسم آخر إلى ذلك الاسم الذي قدمناه.
اسم الکتاب : شرح الرضيّ على الكافية المؤلف : الأسترآباذي، رضي الدين الجزء : 1 صفحة : 230