responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناقب آل أبي طالب - ط المكتبة الحيدرية المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 186


( يا أيها النبي حسبك الله ) ، قال الخليل : ( واجعل لي لسان صدق ) وقيل للحبيب :
( ورفعنا لك ذكرك ) ، قال الخليل : ( وأرنا مناسكنا ) وقيل للحبيب : ( لنريه ) ، قال الخليل : ( واجعلني من ورثة جنة النعيم ) وللحبيب : ( وللآخرة خير لك ) ، الخليل : ( والذي هو يطعمني ) وللحبيب : ( أطعمهم من جوع ) لأجلك ، الخليل بخل على أعدائه بالرزق وارزق أهله من الثمرات ، والحبيب سخابها على الأعداء حتى عوتب ( ولا تبسطها كل البسط ) ، الخليل : أقسم بالله وتالله لأكيدن أصنامكم ، واقسم الله بالحبيب ( لعمرك انهم ) ، واتخذ مقام الخليل قبلة ( واتخذوا من مقام إبراهيم ) وجعل أحوال الحبيب وأفعاله وأقواله قبلة ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة ) ، الخليل كسر أصنام قومه غضبا لله ، والحبيب كسر عن الكعبة ثلاثمائة وستين صنما وأذل من عبدها بالسيف ، اصطفى الخليل بعد الابتلاء ( ولقد اصطفيناه ) واصطفى الحبيب قبل الابتلاء ( الله يصطفي ) ، الخليل بذل ماله لأجل الجليل ، وخلق الجليل العالم لأجل الحبيب ، مقام الخليل مقام الخدمة ( واتخذوا من مقام إبراهيم ) ، ومقام الحبيب مقام الشفاعة ( عسى أن يبعثك ) والشفيع أفضل من الخادم ، الخليل طلب ابتداء الوصلة ( قال هذا ربي ) والحبيب طلب بقاء الوصلة ( وأمرت ان أكون من المسلمين ) والبقاء أفضل من الابتداء ، صير الله حر النار على الخليل بردا وسلاما ، وصير السم في جوفه سلاما حين سمته الخيبرية ، ثم سخر له نار جهنم التي كانت نار الدنيا كلها جزءا منها ، كان الخليل مناديا بالحج والقربان ( وأذن في الناس بالحج ) والحبيب مناديا بالاسلام والايمان مناديا للايمان ( أن آمنوا بربكم ) ، قال للخليل :
( أو لم تؤمن ) وقال للحبيب : ( آمن الرسول ) ، قال الخليل : ( فإنهم عدو لي ) وقال للحبيب : لولاك لما خلقت الأفلاك ، وقيل للخليل ( وفديناه بذبح عظيم ) والحبيب فدي أبوه عبد الله بمائه ناقة ، وبارك في أولاد الخليل حتى عفوا فأمر داود في أيامه باحصائهم فعجزوا عن ذلك فأوحى الله تعالى إليه : لما أطاعني بذبح ولده كثرت ذريته ، والحبيب لما ابتلى أيضا بذبح ابنه الحسين كثرت أولاده ، وصل الخليل إلى الجليل بالواسطة ( وكذلك نري إبراهيم ) ووصل الحبيب بلا واسطة ( ثم دنى فتدلى ) ، أراد الخليل رضاء الملك في رفع الكعبة ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت ) وأراد الله القبلة في رضاء الحبيب ( فلنولينك قبلة ترضها ) ، كان الابتلاء للخليل أولا والاجتباء آخرا ( وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات ) والحبيب ابتداؤه بشارة ( ليظهر على الدين ) ، سأل الخليل ( واجنبني وبني ان نعبد الأصنام ) وقال

اسم الکتاب : مناقب آل أبي طالب - ط المكتبة الحيدرية المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 186
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست