و لما اخذت (الرطبة) [2] الرابعة فوضعتها في فم علي بن أبي طالب- (عليه السلام)- سمعت النداء من [قبل] [3] الحق سبحانه و تعالى يقول: هنيئا مريئا لك يا علي فقلت موافقا لقول اللّه تعالى، ثم ناولت عليا رطبة اخرى، ثم (ناولته رطبة) [4] اخرى و انا اسمع صوت الحق سبحانه و تعالى يقول: هنيئا مريئا لك يا علي، ثم قمت اجلالا لرب العزة جل جلاله فسمعته يقول: يا محمد و عزتي و جلالي لو ناولت عليا من هذه الساعة إلى يوم القيامة رطبة رطبة لقلت له: هنيئا مريئا بغير انقطاع.
فهذا [5] هو الشرف الرفيع و الفضل المنيع، و قد نظم بعضهم بهذا المعنى شعرا:
اللّه شرف أحمد و وصيّه * * * و الطيّبين سلالة الاطهار
جاء النبي لفاطمة ضيفا لها * * * و البيت خال من عطا الزوار
و الطهر و الحسنان كانوا حضرا * * * و إذا بجبرائيل من الجبّار
ما يشتهون اتاهم من ربّهم * * * رطب جني ما يرى بديار [6]