و لكن الحكيم رأى حميرا * * * فألجمها فتاهت في اللجام
فلمّا سمعك حذيفة و من معه تهجوا محمدا قحموا عليك في دارك، فوجدوك و قعب الخمر في يدك و أنت تكرعها، فقالوا: ما لك يا عدو اللّه [3] و رسوله، و حملوك كهيئتك إلى مجمع الناس بباب رسول اللّه- (صلى اللّه عليه و آله)-، و قصّوا عليه قصّتك، و أعادوا شعرك، فدنوت منك و ساررتك [4] و قلت لك في الضجيج [5]: قل إنّي شربت الخمر ليلا، فثملت فزال عقلي، فأتيت ما أتيته نهارا، و لا علم لي بذلك، فعسى أن يدرأ عنك الحدّ و خرج محمد- (صلى اللّه عليه و آله)- فنظر إليك فقال:
استيقظوه، فقلت: رأيناه و هو ثمل يا رسول اللّه لا يعقل.
فقال: ويحك، الخمر يزيل العقل، تعلمون هذا من أنفسكم و أنتم تشربونها؟!
فقلنا: نعم يا رسول اللّه، و قد قال فيها امرؤ القيس (الشاعر) [6] شعرا: