responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر و دلائل الحجج على البشر المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 1  صفحة : 6

و قال عزّ من قائل: لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ‌ [1].

و أمر سبحانه و تعالى نبيّه- (صلى اللّه عليه و آله)- بتحديث القصص، فقال:

فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ‌ [2].

و قال أمير المؤمنين- (عليه السلام)- في وصيّة لابنه الحسن- (عليه السلام)- كما في النهج: «أحي قلبك بالموعظة ... إلى أن قال: و أعرض عليه أخبار الماضين، و ذكّره بما أصاب من كان قبلك من الأوّلين، و سر في ديارهم و آثارهم، فانظر فيما فعلوا، و ممّا انتقلوا، و أين حلّوا و نزلوا ... أي بنيّ إنّي و إن لم أكن عمّرت عمر من كان قبلي فقد نظرت في أعمالهم و فكّرت في أخبارهم و سرت في آثارهم حتى عدت كأحدهم بل كأنّ بما انتهى إليّ من امورهم قد عمّرت مع أوّلهم إلى آخرهم، فعرفت صفو ذلك من كدره، و نفعه من ضرره». [3]

فمن هنا تبرز أهمّيّة التاريخ، و نعرف مدى تأثيره في حياة الأمم، و نعرف أيضا لما ذا عنيت الأمم على اختلافها بتاريخها تدوينا، و درسا، و بحثا، و تحليلا، فهي تريد أن تتعرّف من ذلك على واقعها الذي تعيشه، لتستفيد منه في مستقبلها الّذي تقدم عليه.

فالتاريخ كلّه عبرة، و فكرة، و تنبّه، لا سيّما إذا كان مرتبطا بحياة الأولياء الصالحين و بمعاجزهم الباهرة و آياتهم البيّنة التي بها أقيم الدين، و بها بهت المعاندون و التزموا و وقع التحدّي و تمّت الحجّة على الناس، و في ذلك هدى و كفاية لمن كان له قلب سليم أو ألقى السمع و هو شهيد.

و ممّن نال في ذلك بالحظّ الوافر العلّامة حقّا، خرّيت الحديث، و نابغة الرواية، عيلم الفضل، ربّاني العلماء السيّد هاشم البحراني- رحمة اللّه عليه-، فإنّه بذل في هذا المقام جهده.


[1] يوسف: 111.

[2] الأعراف: 176.

[3] نهج البلاغة: الرسالة الثلاثون ص 392- 394.

اسم الکتاب : مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر و دلائل الحجج على البشر المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 1  صفحة : 6
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست