responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر و دلائل الحجج على البشر المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 1  صفحة : 428

الحديث عن عبد اللّه بن العبّاس أنّه قال: عقمت النساء أن يأتين بمثل عليّ بن أبي طالب- (عليه السلام)-، فو اللّه ما سمعت و ما رأيت رئيسا يوازن به، و اللّه لقد رأيته بصفّين و على رأسه عمامة بيضاء، و كأنّ عينيه سراج سليط أو عينا أرقم، و هو يقف على شرذمة من أصحابه يحثّهم على القتال، إلى أن انتهى إليّ و أنا في كنف من الناس، و قد خرج خيل لمعاوية المعروفة بالكتيبة الشهباء عشرون ألف دارع على عشرين ألف أشهب متسربلين الحديد، (متراصّين) [1] كأنّهم صفيحة واحدة ما يرى منهم إلّا الحدق تحت المغافر، فاقشعرّ أهل العراق لمّا عاينوا ذلك.

فلمّا رأى أمير المؤمنين- (عليه السلام)- هذه الحالة منهم، قال: ما لكم يا أهل العراق إن هي إلّا جثث مائلة، فيها قلوب طائرة، و رجل جراد دفت بها ريح عاصف، و شداة الشيطان ألجمتهم و الضلالة، و صرخ بهم ناعق البدعة ففتنهم، ما هم إلّا جنود البغاة و قحقحة المكاثرة، لو مسّتهم سيوف أهل الحقّ تهافتوا تهافت الفراش في النار، و لرأيتموهم كالجراد في يوم الريح العاصف.

ألا فاستشعروا الخشية، و تجلببوا السكينة، و ادرعوا اللأمة، و قلقلوا الأسياف في الأغماد قبل السلّ، و انظروا الخزر، و أطعنوا الشزر و تنافحوا [2] بالظبى، و صلوا السيوف بالخطا، و الرماح بالنبل، و عاودوا أنفسكم الكرّ، و استحيوا من الفرّ، (فإنّكم بعين اللّه، و مع ابن عمّ رسول اللّه و وصيّه) [3] فإنّه عار باق في الأعقاب عند ذوي الأحساب، و في الفرار النار يوم الحساب، و طيبوا عن أنفسكم نفسا، و اطووا عن حياتكم‌ [4] كشحا، و امشوا إلى الموت قدما [5]،


[1] ليس في المصدر.

[2] في نهج البلاغة: و الحظوا الخزر، و أطعنوا الشزر، و نافحوا.

[3] ليس في المصدر.

[4] كذا في المصدر، و في الأصل: أحبابكم.

[5] في نهج البلاغة: و امشوا إلى الموت مشيا سجحا.

اسم الکتاب : مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر و دلائل الحجج على البشر المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 1  صفحة : 428
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست