وَ بَيِّنَاتُهُ[1].
وَ قَالَ فِي بَعْضِ خُطَبِهِ أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَ الْمَعْرِفَةِ لِمَنْ لَا تُعْذَرُونَ بِجَهَالَتِهِ فَإِنَّ الْعِلْمَ الَّذِي هَبَطَ بِهِ آدَمُ وَ جَمِيعَ مَا فُضِّلَتْ بِهِ النَّبِيُّونَ إِلَى مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ فِي عِتْرَةِ مُحَمَّدٍ ص فَأَيْنَ يُتَاهُ بِكُمْ بَلْ أَيْنَ تَذْهَبُونَ.
المبحث[2] الثالث الإخبار بالغيب
و كان من جملة فضائله النفسانية إخباره بالمغيبات و لم يحصل لأحد من أمة محمد ص من ذلك. فمن ذلك[3]
أَنَّهُ ع خَطَبَ يَوْماً فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي فَوَ اللَّهِ لَا تَسْأَلُونِّي عَنْ فِئَةٍ تُضِلُّ مِائَةً وَ تَهْدِي مِائَةً إِلَّا أَنْبَأْتُكُمْ بِنَاعِقِهَا وَ سَائِقِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ أَخْبِرْنِي كَمْ عَلَى رَأْسِي وَ لِحْيَتِي مِنْ طَاقَةِ شَعْرٍ فَقَالَ ع وَ اللَّهِ لَقَدْ حَدَّثَنِي خَلِيلِي رَسُولُ اللَّهِ ص بِمَا سَأَلْتَ عَنْهُ وَ إِنَّ عَلَى كُلِّ طَاقَةِ شَعْرٍ مِنْ رَأْسِكَ مَلَكاً يَلْعَنُكَ وَ إِنَّ عَلَى كُلِّ طَاقَةِ شَعْرٍ مِنْ لِحْيَتِكَ شَيْطَاناً يَسْتَفِزُّكَ وَ إِنَّ فِي بَيْتِكَ لَسَخْلًا يَقْتُلُ ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ لَوْ لَا أَنَّ الَّذِي سَأَلْتَ عَنْهُ يَعْسُرُ بُرْهَانُهُ لَأَخْبَرْتُ بِهِ وَ لَكِنَّ آيَةَ ذَلِكَ مَا نَبَّأْتُكَ[4] بِهِ مِنْ نَفْسِكَ[5] وَ سَخْلِكَ الْمَلْعُونِ
[1]- نهج البلاغة/ 497، و من كلامه لكميل بن زياد النخعيّ، رقمه 147.
[2]- هكذا في م. و في سائر النسخ: البحث.
[3]- ليس في م.
[4]- هكذا في م. و في سائر النسخ: نبأت.
[5]- هكذا في م. و في سائر النسخ: لغتك.