حتى أنه ع نسب إلى الدعابة لطيب أخلاقه و لطف سيرته[1] مع أصحابه
رُوِيَ أَنَّهُ ع اجْتَازَ لَيْلَةً عَلَى امْرَأَةٍ مِسْكِينَةٍ لَهَا أَطْفَالٌ صِغَارٌ يَبْكُونَ مِنَ الْجُوعِ وَ هِيَ تُشَاغِلُهُمْ وَ تُلْهِيهِمْ حَتَّى يَنَامُوا وَ كَانَتْ قَدْ أَشْعَلَتْ نَاراً تَحْتَ قِدْرٍ فِيهَا مَاءٌ لَا غَيْرُ وَ أَوْهَمَتْهُمْ أَنَّ فِيهَا طَعَاماً تَطْبُخُهُ لَهُمْ فَعَرَفَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع حَالَهَا فَمَشَى وَ مَعَهُ قَنْبَرٌ إِلَى مَنْزِلِهِ فَأَخْرَجَ قَوْصَرَةَ تَمْرٍ وَ جِرَابَ دَقِيقٍ وَ شَيْئاً مِنَ الشَّحْمِ وَ الْأَرُزِّ وَ الْخُبْزِ وَ حَمَلَهُ[2] عَلَى كَتِفِهِ الشَّرِيفِ فَطَلَبَ قَنْبَرٌ حَمْلَهُ فَلَمْ يَفْعَلْ فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى بَابِ الْمَرْأَةِ اسْتَأْذَنَ عَلَيْهَا فَأَذِنَتْ لَهُ فِي الدُّخُولِ فَرَمَى[3] شَيْئاً مِنَ الْأَرُزِّ فِي الْقِدْرِ[4] وَ مَعَهُ شَيْءٌ مِنَ الشَّحْمِ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ نَضْجِهِ[5] غَرَفَ[6] لِلصِّغَارِ وَ أَمَرَهُمْ بِأَكْلِهِ فَلَمَّا شَبِعُوا أَخَذَ يَطُوفُ فِي الْبَيْتِ وَ يُبَعْبِعُ لَهُمْ فَأَخَذُوا فِي الضَّحِكِ فَلَمَّا خَرَجَ ع قَالَ لَهُ قَنْبَرٌ يَا مَوْلَايَ رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ شَيْئاً عَجِيباً قَدْ عَلِمْتُ سَبَبَ بَعْضِهِ وَ هُوَ حَمْلُكَ الزَّادَ[7] طَلَباً لِلثَّوَابِ أَمَّا طَوَافُكَ فِي الْبَيْتِ عَلَى يَدَيْكَ وَ رِجْلَيْكَ وَ الْبَعْبَعَةُ فَمَا أَدْرِي سَبَبَ ذَلِكَ فَقَالَ ع يَا قَنْبَرُ إِنِّي دَخَلْتُ عَلَى هَؤُلَاءِ الْأَطْفَالِ وَ هُمْ يَبْكُونَ مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَخْرُجَ عَنْهُمْ وَ هُمْ يَضْحَكُونَ مَعَ
[1]- د: و لطف أخلاقه و سيرته.
[2]- ش و د: حمل ذلك.
[3]- هكذا في م. و في سائر النسخ: فأرمى.
[4]- ليس في م.
[5]- م: طبخه.
[6]- م: قرّبه.
[7]- م و أ: للزاد.