اسم الکتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده المؤلف : ابن هشام الحميري الجزء : 2 صفحة : 280
قال ابن هشام : تركنا منها بيتا [ واحدا ] أقذع فيه . قال ابن إسحاق : ثم عدا هشام بن الوليد على أبى أزيهر ، وهو بسوق ذي المجاز - وكانت عند أبي سفيان بن حرب [ عاتكة ] بنت أبي أزيهر ، وكان أبو أزيهر رجلا شريفا في قومه - فقتله بعقر الوليد الذي كان عنده ، لوصية أبيه إياه ، وذلك بعد أن هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، ومضى بدر ، وأصيب به من أصيب من أشراف قريش من المشركين ، فخرج يزيد ابن أبي سفيان ، فجمع بنى عبد مناف ، وأبو سفيان بذي المجاز ، فقال الناس : أخفر أبو سفيان في صهره ، فهو ثائر به ، فلما سمع أبو سفيان بالذي صنع ابنه يزيد - وكان أبو سفيان رجلا حليما منكرا ، يحب قومه حبا شديدا - انحط سريعا إلى مكة ، وخشي أن يكون بين قريش حدث في أبى أزيهر ، فأتى ابنه وهو في الحديد ، في قومه من بنى عبد مناف والمطيبين ، فأخذ الرمح من يده ثم ضرب به على رأسه ضربة هده منها ، ثم قال له : قبحك الله ! أتريد أن تضرب قريشا بعضهم ببعض في رجل من دوس ؟ سنؤتيهم العقل إن قبلوه ، وأطفأ ذلك الامر . فانبعث حسان بن ثابت يحرض في دم أبى أزيهر ، ويعير أبا سفيان خفرته ويجبنه ، فقال : غدا أهل ضوجى ذي المجاز كليهما * وجار ابن حرب بالمغمس ما يغدو ولم يمنع العير الضروط ذماره * وما منعت مخزاة والدها هند كساك هشام بن الوليد ثيابه * فأبل وأخلف مثلها جددا بعد قضى وطرا منه فأصبح ماجدا * وأصبحت رخوا ما تخب وما تعدو فلو أن أشياخا ببدر تشاهدوا * لبل نعال القوم معتبط ورد فلما بلغ أبا سفيان قول حسان قال : يريد [ حسان ] أن يضرب بعضنا ببعض في رجل من دوس ؟ بئس والله ما ظن !
اسم الکتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده المؤلف : ابن هشام الحميري الجزء : 2 صفحة : 280