اسم الکتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده المؤلف : ابن هشام الحميري الجزء : 2 صفحة : 279
فإنا أناس لا تطل دماؤنا * ولا يتعالى صاعدا من نحاربه وكانت الظهران والأراك منازل بنى كعب ، من خزاعة . فأجابه الجون ابن أبي الجون ، أخو بنى كعب بن عمرو الخزاعي ، فقال : والله لا نؤتى الوليد ظلامة * ولما تروا يوما تزول كواكبه ويصرع منكم مسمن بعد مسمن * وتفتح بعد الموت قسرا مشاربه إذ ما أكلتم خبزكم وخزيركم * فكلكم باكي الوليد ونادبه ثم إن الناس ترادوا وعرفوا أنما يخشى القوم السبة ، فأعطتهم خزاعة بعض العقل ، وانصرفوا عن بعض . فلما اصطلح القوم قال الجون بن أبي الجون : وقائلة لما اصطلحنا تعجبا * لما قد حلمنا للوليد وقائل ألم تقسموا تؤتوا الوليد ظلامة * ولما تروا يوما كثير البلابل فنحن خلطنا الحرب بالسلم فاستوت * فأم هواه آمنا كل راحل ثم لم ينته الجون بن أبي الجون حتى افتخر بقتل الوليد ، وذكر أنهم أصابوه ، وكان ذلك باطلا [ كله ] . فلحق بالوليد [ و ] بولده وقومه من ذلك ما حذره ، فقال الجون بن أبي الجون : ألا زعم المغيرة أن كعبا * بمكة منهم قدر كثير فلا تفخر مغيرة أن تراها * بها يمشى المعلهج والمهير بها آباؤنا ، وبها ولدنا * كما أرسى بمثبته ثبير وما قال المغيرة ذاك إلا * ليعلم شأننا أو يستثير فإن دم الوليد يطل ، إنا * نطل دماء أنت بها خبير كساه الفاتك الميمون سهما * ذعافا وهو ممتلئ بهير فخر ببطن مكة مسلحبا * كأنه عند وجبته بعير سيكفيني مطال أبى هشام * صغار جعدة الأوبار خور
اسم الکتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده المؤلف : ابن هشام الحميري الجزء : 2 صفحة : 279