اسم الکتاب : حلية الأبرار في أحوال محمد و آله الأطهار(ع) المؤلف : البحراني، السيد هاشم الجزء : 2 صفحة : 361
إنّي أخاف أن لا تحتمله قلوبكم، قالوا: و لم ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: لأمور بدت لي من كثير منكم.
فقام إليه الأشتر فقال: يا أمير المؤمنين أنبئنا فو اللّه إنّا لنعلم أنّه ما على ظهر الأرض وصيّ نبي سواك، و إنّا لنعلم أنّ اللّه لا يبعث بعد نبيّنا نبيّا سواه، و أنّ طاعتك لفي أعناقنا موصولة بطاعة نبيّنا.
فجلس عليّ (عليه السلام) و أقبل على اليهودي فقال: يا أخا اليهود إنّ اللّه عزّ و جلّ امتحنني في حياة نبيّنا محمّد (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) في سبعة مواطن، فوجدني فيهنّ- من غير تزكية لنفسي- بنعمة اللّه له مطيعا، قال: فيم و فيم يا أمير المؤمنين؟
قال: أمّا أوّلهنّ فإنّ اللّه عزّ و جلّ أوحى إلى نبيّنا عليه الصلاة و السلام، و حمله الرسالة و أنا أحدث أهل بيتي سنّا، أخدمه في بيته، و أسعى بين يديه [1] في أمره، فدعا صغير بني عبد المطّلب و كبيرهم إلى شهادة أن لا إله إلا اللّه، و أنّه رسول اللّه، فامتنعوا من ذلك و أنكروه عليه، و هجروه، و نابذوه [2]، و اعتزلوه، و اجتنبوه، و سائر الناس مقصين له، و مخالفين عليه، قد استعظموا ما أورده عليهم مما لم تحتمله قلوبهم، و لم تدركه عقولهم، فأجبت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) وحدي إلى ما دعا إليه مسرعا مطيعا موقنا، لم يتخالجني في ذلك شكّ، فمكثنا بذلك ثلاث حجج، و ما على وجه الأرض خلق يصلّي أو يشهد لرسول اللّه بما آتاه اللّه غيري، و غير ابنة خويلد رحمها اللّه و قد فعل ثم أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) على أصحابه، فقال: أليس كذلك؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين.
و أمّا الثانية يا أخا اليهود فإنّ قريشا لم تزل تخيّل الآراء و تعمل الحيل في قتل النبيّ (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) حتى كان آخر ما اجتمعت في ذلك في يوم الدار دار الندوة و إبليس الملعون حاضر في صورة أعور ثقيف، فلم تزل