اسم الکتاب : حلية الأبرار في أحوال محمد و آله الأطهار(ع) المؤلف : البحراني، السيد هاشم الجزء : 2 صفحة : 325
قال: فهل فيكم رجل قال له رسول اللّه: لأعطينّ الراية رجلا يحبّ اللّه و رسوله، و يحبّه اللّه و رسوله، كرّارا غير فرار، لا يولّي الدبر، يفتح اللّه على يديه، و ذلك حيث رجع أبو بكر و عمر منهزمين، فدعاني و أنا أرمد، فتفل في عيني، و قال: اللّهمّ أذهب عنه الحرّ و البرد، فما وجدت بعدها حرّا و لا بردا يؤذياني، ثم أعطاني الرّاية، فخرجت بها ففتح اللّه على يدي خيبر، فقتلت مقاتليهم، و فيهم مرحب، و سبيت ذراريهم، فهل كان ذلك غيري؟ قالوا:
لا.
قال: فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم): اللّهمّ إيتني بأحبّ الخلق إليك، و إليّ و أشدّهم حبّا لي و لك، يأكل معي من هذا الطائر، فأتيت و أكلت معه غيري قالوا: لا.
قال: فهل فيكم أحد قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم): لتنهنّ يا بني وليعة [1] أو لأبعثنّ عليكم رجلا نفسه كنفسي، طاعته كطاعتي، و معصيته كمعصيتي، يعصاكم [2] أو يقصعكم [3] بالسيف غيري قالوا: لا.
قال: فهل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم):
«كذب من زعم أنّه يحبّني و يبغض عليّا» غيري؟ قالوا: لا.
قال: فهل فيكم من سلّم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف ملك من الملائكة، و فيهم جبرئيل، و ميكائيل، و إسرافيل ليلة القليب، لمّا جئت بالماء إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) غيري؟ قالوا: لا.
قال: فهل فيكم أحد قال له جبرئيل (عليه السلام): هذا هو المواساة، و ذلك يوم أحد، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم): إنّه مني و أنا منه،
[1] بنو وليعة: حيّ من كندة، أنشد ابن بري لعليّ بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطّلب:
«أبي العبّاس قوم بني قصيّ* * * و أخوالي الملوك بنو وليعة»