responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حلية الأبرار في أحوال محمد و آله الأطهار(ع) المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 1  صفحة : 174

تقصير، رؤوفا ليس بالجافي‌ [1] و لا بالمهين‌ [2]، تعظم عنده النعمة و إن دقّت، لا يذمّ منها شيئا، غير أنّه لا يذمّ ذواقا [3] و لا يمدحه، و لا تغضبه الدنيا و ما كان لها.

فإذا تعوطي الحقّ‌ [4] لم يعرفه أحد، و لم يقم لغضبه شي‌ء حتى ينتصر له، إذا أشار أشار بكفّه و إذا تعجّب قلّبها، و إذا تحدّث اتصل بها يضرب‌ [5] براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى، و إذا غضب أعرض و أشاح‌ [6]، و إذا فرح غضّ طرفه، جلّ ضحكه التبسم، يفتّر عن مثل حبّ الغمام‌ [7].

قال الحسن (عليه السلام) فكتمتها [8] الحسين زمانا، ثمّ حدّثته، فوجدته قد سبقني إليه، و سألني عمّا سألته عنه، و وجدته قد سأل أباه عن مدخل النبيّ (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) و مخرجه، و مجلسه، و شكله، فلم يدع منه شيئا.

قال الحسين (عليه السلام): سألت أبي (عليه السلام) عن مدخل رسول اللّه، فقال: كان دخوله لنفسه مأذونا له في ذلك، فإذا آوى إلى منزله جزّأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزء. للّه تعالى، و جزء لأهله، و جزء لنفسه.

ثمّ جزّء جزّءه بينه و بين الناس، فيردّ [9] ذلك بالخاصّة على العامّة، و لا


[1] في البحار: دمثا ليس بالجافي: الدمث (بفتح الدال و كسر الميم) أي سهل الخلق. و الجافي:

غليظ الخلق.

[2] و لا بالمهين: (بضم الميم) أي ما كان (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) مستخفّا بالناس.

[3] الذواق (بفتح الذال المعجمة): الطعام.

[4] إذا تعوطى الحق: معناه إذا تنوول غضب للّه تبارك و تعالى.

[5] في العيون: و إذا تحدّث قارب يده اليمنى من اليسرى فضرب بإبهامه اليمنى راحة اليسرى.

[6] أشاح: جدّ في الغضب و انكمش.

[7] قال في البحار: قوله: يفترّ ... الخ معناه يكشف شفتيه عن ثغر أبيض يشبه حبّ الغمام، أي البرد.

[8] في العيون: فكتمت هذا الخبر.

[9] قال في البحار: قوله: يردّ ذلك ... الخ معناه أنّه كان يعتمد في هذه الحالة على أنّ الخاصّة يرفع إلى العامّة علومه و آدابه و فوائده، و فيه قول آخر و هو أن يجعل المجالس للعامّة بعد الخاصّة، فتنوب (الباء) عن كلمة «من» و لفظة (على) عن كلمة (إلى).

اسم الکتاب : حلية الأبرار في أحوال محمد و آله الأطهار(ع) المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 1  صفحة : 174
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست