responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حلية الأبرار في أحوال محمد و آله الأطهار(ع) المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 1  صفحة : 164

المسربة [1]، كأنّ عنقه ابريق فضّة، يجري في تراقيه‌ [2] الذهب، له شعر من لبّته‌ [3] إلى سرّته، كقضيب خيط إلى السرّة، و ليس في بطنه و لا صدره شعر غيره.

شئن‌ [4] الكفّين و القدمين، شئن الكعبين، إذا مشى كأنّما يتقلع‌ [5] من الصخر، إذا أقبل كأنّما ينحدر من صبب‌ [6]، إذا التفت التفت جميعا [7] بأجمعه كلّه، ليس بالقصير المتردد [8]، و لا بالطويل الممغط [9]، و كان في الوجه تدوير، إذا كان في الناس غمرهم‌ [10]، كأنّما عرقه في وجهه اللؤلؤ، عرقه أطيب من ريح المسك، ليس بالعاجز و لا باللئيم.

أكرم الناس عشرة، و ألينهم عريكة [11]، و أجودهم كفّا، من خالطه بمعرفة أحبّه، من رآه بديهة هابه، عزّه‌ [12] بين عينيه، يقول باغته‌ [13]: لم أر


[1] المسربة (بفتح الميم و سكون السين المهملة و ضمّ الراء أو فتحها): الشعر وسط الصدر إلى البطن.

[2] التراقي: جمع الترقوة (بفتح التاء و ضم القاف) و هو مقدّم الحلق في أعلى الصدر.

[3] اللبّة (بفتح اللام و الباء المشددة): المنحر.

[4] شئن الكفين: خشن الكفين، و العرب تمدح الرجال بخشونة الكف و النساء بنعومتها و قال الجزري: شئن الكفين أي أنهما يميلان إلى الغلظ و القصر، و قيل: هو الذي في أنامله غلظ بلا قصر، و يحمد ذلك في الرجال.

[5] يتقلّع: قال الجزري: أراد قوّة مشيه كأنّه يرفع رجليه من الأرض رفعا قويّا لا كالمختال.

[6] الانحدار من صبب و التقلّع من الأرض قريب بعضه من بعض، أراد أنه يستعمل التثبت و لا يبين منه في هذه الحال استعجال و مبادرة شديدة.

[7] قال المجلسي (قدّس سرّه): قوله: و إذا التفت التفت جميعا، قال الجزري: أراد أنّه لا يسارق النظر، و قيل: أراد أنه لا يلوي عنقه يمنة و يسرة إذا نظر إلى الشي‌ء.

[8] المتردد: قال الجزري: أي المتناهي في القصر.

[9] الممغّط (بضم الميم الأولى و فتح الغين المشددة): المتناهي في الطول.

[10] غمرهم: قال الجزري: أي كان فوق كل من كان معه.

[11] العريكة: الطبيعة، يقال: ليّن العريكة أي سلس الخلق.

[12] عزّه بين عينيه: قال في البحار: أي يظهر العزّ في وجهه أولا قبل أن يعرف.

[13] يقول باغته: أي من رآه بغتة، و في المصدر: ناعته أي الذي يصفه (صلى اللّه عليه و آله).

اسم الکتاب : حلية الأبرار في أحوال محمد و آله الأطهار(ع) المؤلف : البحراني، السيد هاشم    الجزء : 1  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست