اسم الکتاب : حلية الأبرار في أحوال محمد و آله الأطهار(ع) المؤلف : البحراني، السيد هاشم الجزء : 1 صفحة : 16
وجهي، لا تبيدون، و لا تهلكون، و لا يهلك، و لا يبيد من تولّاكم، و من استقبلني بغيركم فقد ضلّ و هوى، و أنتم خيار خلقي، و حملة سرّي، و خزّان علمي، و سادة أهل السموات و أهل الأرض.
ثم إنّ اللّه تعالى هبط إلى الأرض [1] في ظلل من الغمام و الملائكة و أهبط أنوارنا أهل البيت معه، فأوقفنا صفوفا بين يديه، نسبّحه في أرضه، كما سبّحناه في سمائه، و نقدّسه في أرضه، كما قدّسناه في سمائه، و نعبده في أرضه، كما عبدناه في سمائه.
فلمّا أراد اللّه إخراج ذريّة آدم (عليه السلام) لأخذ الميثاق، سلك النور فيه، ثم أخرج ذريّته من صلبه يلبّون، فسبّحنا فسبّحوا بتسبيحنا، و لو لا ذلك لما دروا كيف يسبّحون اللّه عزّ و جلّ، ثم تراءى لهم لأخذ الميثاق منهم بالربوبيّة، فكنّا أوّل من قال: بلى عند قوله: الست بربّكم؟
ثمّ أخذ الميثاق منهم بالنبوّة لمحمّد (صلى اللّه عليه و آله و سلّم)، و لعليّ (عليه السلام) بالولاية، فأقرّ من أقرّ، و جحد من جحد.
ثمّ قال أبو جعفر (عليه السلام): فنحن أوّل خلق ابتدء اللّه، و أوّل خلق عبد اللّه، و سبّحه، و نحن سبب خلق الخلق، و سبب تسبيحهم و عبادتهم من الملائكة و الادميّين، فبنا عرف اللّه، و بنا وحّد اللّه، و بنا عبد اللّه. و بنا أكرم اللّه من أكرم من جميع خلقه، و بنا أثاب اللّه من أثاب، و عاقب من عاقب، ثمّ تلا قوله تعالى: وَ إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَ إِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ[2] و قوله تعالى:
قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ[3]. فرسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) أوّل من عبد اللّه، و أوّل من أنكر أن يكون له ولد أو شريك، ثمّ
[1] لعل نسبة الهبوط إليه تعالى للتشريف و عظمة ما أهبطه، و كناية عن أمره و توجهه إلى الأرض لجعل الخليفة فيه، و لعل الصحيح كما في نسخة أخرى: اهبط إلى الأرض ظللا من الغمام.