و احتجّ عليهم بعض
المحتجّين، فقالوا: أخبرونا عن القوم الّذي ذكرتم، أ كانوا معصومين أم لم يكونوا
معصومين؟ فإنّ الإمام لا يجوز أن يكون غير معصوم، إذ يكون محتاجا إلى غيره، و إلى
حاكم يقيم أوده[2] و إذا كان
غير معصوم فهو غير مأمون على نفسه في إنتهاك المحارم، و لا يجوز أن يكون محتاجا
إلى معلّم يعلّمه، و إلى أحد فوق يديه، إن إنتهك محرّما أقام عليه الحدّ، و إن
إرتكب منكرا أزاله، و إذا كان كذلك لم يؤمن على غيره، و مستحيل أن يكون الإمام
محكوما عليه، و هو المؤدّب للنّاس، و من المحال أن يحتاج إلى من يرشده، و هو
المقوّم المرشد،[3] فهذه
واضحة.
174- و إحتجّ بعض أهل
العلم عليهم، فقال: أخبرونا عن هؤلاء
[3]- للّه درّ العالم الجليل ألا و هو: الخليل بن
أحمد العروضي من كلمته القيّمة في عليّ عليه السّلام، حيث يقول: احتياج الكلّ إليه
و استغناؤه عن الكلّ دليل على أنّه إمام الكلّ.
اسم الکتاب : المسترشد في إمامة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الطبري الشيعي، محمد بن جرير الجزء : 1 صفحة : 496