اسم الکتاب : المسترشد في إمامة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الطبري الشيعي، محمد بن جرير الجزء : 1 صفحة : 583
و الإمام يشرح من بعده للأمّة ما يختلفون فيه، و لو لا أنّ في
وسع النّاس قبول الإرشاد، و ضبط التلقين لكانوا هملا و لسقط عنهم الأمر و النّهي،
و لو أنّ النّاس لم يكونوا مطبوعين على تلقّي العلم من المؤدّبين، و لم يكن لإدراك
الحواس من أثر ما كان بينهم و بين البهائم فرق، و إذا كان الجهل بالمصالح و غلبة
الطّباع و شره الشّهوات على النّاس غير مأمون، فلا بدّ لهم في كلّ دهر من قيّم
عليم و معرّف حكيم لإقامتهم على مصالحهم الّتي لا تبلغها عقولهم، و [أمّا] الإمام
فلا يجوز أن يكون محتاجا إلى غيره، و لا مضطرّا إلى من يقيم أَوَدَهُ و إذا كان
ناقصا كان كمن حكم بتلك الأحكام الّتي قد شرحناها من قبل، و كمن
و قد يجب على الأمّة أن
تعلم أنّ النّاقص لا يجوز أن يكون إماما بعد الرّسول لأنّ اللّه قد إختار خيرة من
خلقه، و اصطفى صفوة من عباده فأرسل الرّسول، و جعله خير خلقه و فرض الفرائض و أقام
الإمام على هديه و لم يكن ليهملهم، روى ذلك رواتهم و فقهائهم: