لقد كان إيمانه قوياً لدرجة أنّه رضى بأن يتعرض كل أبنائه لخطر القتل والاغتيال
ليبقى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) دون أن يمسّه أعداوَه بأيّ سوء. كما أنّه
أوصى أولاده عند وفاته قائلاً: أُوصيكم بمحمّد خيراً فإنّه الاَمين في قريش، وهو
الجامع لكلّما أوصيكم به. كونوا له ولاةً، ولحزبه حماةً، واللّه لا يسلك أحد منكم
سبيله إلاّرَشَد، ولا يأخذ أحد بهديه إلاّسعد.[2]
وبينما كفّره البعض من علماء السنة، إلاّ أنّ منهم من حكموا بإسلامه
وبإيمانه، مثل: «زيني دحلان» مفتي مكة (المتوفّى 1304هـ)، وقد تمادى بعض
منهم في توسيع دائرة الكفر فشملت آباء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، و كان
ذلك من آثار الحكومات الاَموية والعباسية التي عملت بكلّ جهدها لتأكيد كفر أبي
طالب والاِعلام ضدّ إيمانه، لاَنّه كان والد الاِمام علي (عليه السلام) الذي اجتهدت
الاَجهزة الاِعلامية لتلك الحكومات في الحط من شأنه دوماً، وخاصةً إنّ إسلامه
مع أبيه كان يعد فضيلة بارزة من فضائله.
أمّا علماء الشيعة الاِمامية والزيدية فقد اتّفقوا على أنّه كان من أبرز الموَمنين
برسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يخرج من الدنيا إلاّبقلب يفيض إيماناً
بالاِسلام وإخلاصاً للّه تعالى وحباً للمسلمين.[3]
[1] مجمع البيان:7|37؛ الحجة:57؛مستدرك الحاكم:3|623. [2] السيرة الحلبية: 1|35. [3] يوضح هذا الجانب جيداً صاحب موسوعة الغدير، العلاّمة الاَميني.