responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 242

8هـ) لمحاربتهم، كما سار إلى تبوك في (سنة9هـ )لاِظهار قوّة المسلمين أمامهم. ثمّ رأى بعد حجّة الوداع أن يُعدَّ جيشاً من المهاجرين والاَنصار، واشترك فيه أشخاصٌ بارزون في الدولة أمثال: أبي بكر وعمر وأبي عبيدة و سعد بن أبي وقاص، وكلّ من هاجر إلى المدينة خاصّة، وأمر بقيادته: أُسامةَ بن زيد، وقال له: «سِر إلى موضع قتل أبيك فأوطئهم الخيلَ، فقد وليتك هذا الجيش، فاغز صباحاً وشنّ الغارة على أهل أُنبى».[1]

وقد أرادَ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بتعيين قائد صغير السنّ على هذا الجيش الكبير، أن يوَكّد أساس الكفاءة الشخصية في تولّي المناصب والمسوَوليات، فهي لا ترتبط بالسن والعمر، بل بالكفاءة والموَهلات المطلوبة.

ولذا فإنّه لم يكن هناك مبررٌ لاعتراض البعض على تولّي قيادته من حيث السنّ وعمر الشباب.[2]

ذلك أنّ هوَلاء غفلوا عن المصالح و الاَهداف التي توخّاها الرسول «صلى الله عليه وآله وسلم» من هذا الاِجراء، فقدّروا كلَّ عمل بعقولهم المحدودة، و قايسوها بمقاييسهم الشخصية، ممّا أثر ذلك في تأخير تحرك الجيش من معسكر الجرف[3]،

ر الذي استقر به أُسامة منتظراً من سيلحق به من المسلمين.


[1] أنبى، من مناطق البلقاء في سوريا قرب موَتة بين عسقلان و الرملة.
[2] ذهب بعض إلى أنّه كان في عمر 17 سنة، و آخرون بأنّه كان في 18 سنة، على أنّهم اتّفقوا على أنّه لم يتجاوز العشرين.
[3] الجرف: على بعد 3 أميال من المدينة نحو الشام.
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 242
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست