responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 238

روايات وأخباراً أكدت صحّة الموقف والرأي الذي ذهب إليه علماء الشيعة، وثبتت في المصادر المعتبرة، أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) نصّ على خليفته مراراً، إذ لم ينص على خليفته ووصيه في أواخر حياته فحسب، بل بادر إلى ذلك في بدء الدعوة، وخاصة في الفترة التي أمره فيها سبحانه وتعالى بأن ينذر عشيرته الاَقربين ويدعوهم إلى عقيدة التوحيد، حينما وقف خطيباً في أربعين رجلاً من زعماء بني هاشم:«أيُّكم يوَازرني على هذا الاَمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟» فأحجم القوم و قام علي (عليه السلام) وأعلن موَازرته له، فقال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا».[1]

وعُرف هذا الحديث بحديث يوم الدار، وحديث بدء الدعوة.

كما أنّ حديث الغدير يُعدّ من أهمّ الاَحداث والوقائع التي توَكّد صراحة على خلافته (عليه السلام) إذ أنّه في الطريق إلى المدينة، بلغ موكب الحجّ العظيم رابغ[2] حيث نزل جبرائيل (عليه السلام) على رسول اللّه «صلى الله عليه وآله وسلم» بمنطقة تدعى غدير خم و بلغه الآية التالية: (يا أَيُّهَا الرَّسُول بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْلَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالتهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَمِنَ النّاسِ)[3] وكان ذلك الاَمر هو الاِعلان عن خلافة الاِمام علي (عليه السلام) أمام 100 ألف شاهد.

وقال في خطابه: «إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا أبداً، كتابَ اللّه سببٌ، طرفٌ بيد اللّه، وطرفٌ بأيديكم، فتمسّكوا به؛ والآخر عترتي، وإن


[1] تاريخ الطبري:2|216؛ الكامل في التاريخ:2|62.
[2] تقع الآن على طريق مكة ـ المدينة، وتبعد عن الجحفة ثلاثة أميال، والتي هي من مواقيت الاِحرام، وتتشعب منها طرق أهل المدينة ومصر والعراق.
[3] المائدة:67.
اسم الکتاب : السيرة المحمّدية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 238
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست